وثيقة نادرة برواية ابن عشبان عن الشاعر حميدان الشويعر ~ مدونة الخوالـــــــد

وثيقة نادرة برواية ابن عشبان عن الشاعر حميدان الشويعر


زرت حميدان ثلاث مرات فهو قصير القامة أبيض الوجه كث اللحية عاش آخر القرن الحادي عشر الهجري وتوفي عام 1200ه
إعداد - ناصر الحميضي:
الوثيقة
في ضوء المستجدات حول الشاعر حميدان الشويعر وبعد نشر المقالات السابقة وصلت معلومات إضافية تكمل ما بدأنا به في الأسابيع السابقة وهذه الإضافة جاءت على شكل وثيقة، وقد خرجت تلك الوثيقة من مكمنها المحفوظة فيه إثر ما نشر في صفحة الخزامى ودعماً لما ورد أيضا، و لن أتحدث اليوم كثيراً عن الشاعر فقد تقدمت بعض المقالات حوله ولكنني هنا أقدم ما استجد حوله واحدة من أندر الوثائق حول الشاعر ووصفاً له من صديق له تناقلت أقواله الروايات المتتابعة ودونت في هذه الوثيقة التي تلقيتها أنا ناصر بن عبد الله الحميضي من الأخ عبد الرحمن بن عبد العزيز المانع باحث ومهتم بالتأليف والنوادر الذي تلقاها من صديقه إبراهيم اليوسف وهو معروف في الميدان التراثي والعلمي والذي تلقاها أيضا من الراوي محمد بن عبد الرحمن بن يحيى وبخطه أيضا بتارخ 1405/4/15ه والتي رواها عن صديقه الشاعر إبراهيم بن عبد الله بن جعيثن. 
نص الوثيقة
هذه ترجمة حميدان الشويعر، الشاعر المعروف
رواها لي برهيم بن عبد الله بن جعيثن المتوفى عام 1344ه وابن جعيثن رواها له محمد بن عشبان المتوفى عام 1249ه وابن عشبان يذكر أنه زار حميدان ثلاث .مرات مرتين في القصب ومرة في اثيثيا وكل زيارة يقيم عند ثلاثة أيام وهاهي إليك أيها القارئ ليعلم الناظر إليه والواقف عليه أنني بحثت عن اسم حميدان الصحيح وترجمته وبما أني أدركت الشاعر المعروف براهيم بن عبد الله ابن جعيثن وعاشرته مدة من الزمن وكتبت منه جميع أشعاره وكان رحمه الله يحفظ جميع أشعار حميدان وكثيراً ما يلهج بحميدان وأشعاره وأخباره فسألته ذات يوم من الأيام فقلت له يابو ناصر هل تحفظ شيئاً من حياة حميدان وترجمته فقال لي نعم أفيدك أنني في صغري وسني إذ ذاك في الثانية عشر من عمري كثيراً ما اجتمعت بالشاعر المعروف محمد بن عشبان الدوسري من أهل جلاجل المتوفى 1269وهو في آخر عمره كبير السن يقارب المائة وكان كثيراً ما يتحدث عن حميدان وأشعاره وأخباره فقلت له يا محمد هل تعرف حميدان أو اجتمعت به فقال لي نعم أفيدك أنني اجتمعت بالشاعر حميدان وزرته ثلاث مرات مرتين في بلد القصب ومرة في أثيثيا فقلت له يا محمد صف لي حميدان وأفدني ما اسمه كاملاً وترجمة حياته فقال لي نعم أفيدك أما اسمه فهو حمدبن ناصر السياري من السيايرة الحمولة المعروفة عند أهل نجد وهم من الدعوم من قبيلة بني خالد وبلادهم القصب من قرى الوشم وأما سبب تسميته بحميدان فسمته والدته بهذا الاسم حيث أنه نبغ بالشعر وهو صغير السن في التاسعة أو العشرة من عمره تقول وليدي حميدان شويعر بالتصغير لصغر سنه وجرمه وراحت به هذا الاسم وأما حياته فهو عاش في آخر القرن الحادي عشر من الهجرة كما يدل على ذلك قوله في قصيدته التي على السين في اعتذاره من عبدالله بن معمر. 

شاهدت في الحادي شياطين مذهب *** شياطين ما تلقى بهم من توانسه 

والقرن الثاني عشر من الهجرة وتوفي في آخر القرن الثاني عشر ويدل على خبر وفاته ما ذكره الشيخ مطلق بن صالح في تاريخه المخطوط وهو من أهل حوطة بني تميم فقال : توفي حميدان الشويعر سنة 1200من الهجرة وأما وصفه فهو : رجل قصير القامة قوي العضلات أبيض الوجه اكث اللحية كان كثير الصلاة ومحافظاً عليها كان أول من يدخل المسجد وآخر من يظهر منه وكان رجلاً مهاباً ومهذباً وكان لايجلس مع عوام الناس بل كان يجالس العلماء والأمراء ووجهاء الناس وكان رحمه الله إذا جلس في مجلس فالمجلس له وكان آية في البلاغة والفصاحة وإذا تكلم في أي نوع كان سواء في أدب أو في التاريخ أو في الأمور الدينية أو في الشعر وكان حافظا في جميع الفنون وإذا تكلم في شيء أفاد وأجاد وإذا سكت قال الجلوس ليته ما سكت .

 وكان رحمه الله كثير التشره وأحب ما إليه المبادرة بالسلام والبشاشة وكان من بيته إلى المسجد وإلى فلاحته فقلت : أنا يا براهيم بن جعيثن صف لي كرم حميدان يا محمد بن عشبان فقال لي : زرت حميدان ثلاث مرات كما ذكرت لك سابقاً والوقت ردي وأول يوم عنده وثاني يوم وثالث يوم عند اقاربه وكل زيارة أقيم عنده ثلاثة أيام . 

هذا ما أملاه علي عن ترجمة حميدان الشاعر المعروف براهيم بن عبد الله بن جعيثن حرفاً حرفا ولا زدت فيه ولا نقصت والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

0 التعليقات: