2012 ~ مدونة الخوالـــــــد

راعي البير يمدح سعدون بن عريعر بن دجين


د. المنيع يعقب على الجعيثن

البيت من القصيدة المشهورة «مراقي العلا»

د. حمد بن إبراهيم المنيع
    يطالعنا الأستاذ الأديب عبدالله الجعيثن عبر خزامى الصحارى بجريدة «الرياض» بمختارات أدبية جميلة تبرز مدى ما يتمتع به من ذائقة أدبية رفيعة وتدل على مقدرة إبداعية رائعة في ربط الماضي القريب بالماضي البعيد.
و في العدد 15092 بتاريخ 30 / 10 /1430ه كتب سعادته مقالا تحدث فيه عن الحلم وأثره الجميل في السلوك الإنساني، وأورد في أعلى المقال بيت الشعر الآتي:
ومن لا يرد الغيظ بالحلم زينت له النفس حالات خبيث ورودها
و لم يجزم بقائل هذا البيت ، ورغبة في إيضاح هذا الأمر أحببت أن أشارك معكم بهذا التعليق ، فأقول:
إن هذا البيت هو من قصيدة مشهورة للشاعر محمد بن منيع – رحمه الله – وتعرف هذه القصيدة لدى أفراد الأسرة باسم قصيدة "مراقي العلا ".
التي قالها مادحا لسعدون بن محمد بن غرير – حاكم الأحساء – في الفترة ( 1103 – 1135 ه) ، الذي كان عادة ما يخصص مرتبات سنوية لرؤساء بعض الأقاليم وأمراء البلدان طمعا في تأكيد ولائهم، وكسبا لتأييدهم، وكان الشاعر محمد بن منيع أحد هؤلاء ولكن مرتبه السنوي تأخر عليه، فأرسل إليه بهذه القصيدة التي يستحثه فيها على التعجيل بصرف ما خصص له، وقد وفد بها على سعدون بن محمد الابن الأكبر للشاعر الشيخ منيع بن محمد عام 1111 ه الذي كان يتردد على الأحساء لطلب العلم على علمائها ومنهم الشيخ عبدالله بن عفالق.
وقد قام الأستاذ الأديب محمد بن عبدالله الحمدان بجهود مشكورة في تحقيق هذه القصيدة ومقارنة أبياتها التي بلغت 80 بيتا بين الكتب التي أوردتها، جاء ذلك في كتابه الذي أعده عن بلدة البير.
ومن الكتب التي أوردت هذه القصيدة، أو بعضا منها ما يلي:
ديوان قاسم بن محمد آل ثاني، ووصفه بأنه راعي البير (74 بيتا).
خيار ما يلتقط من شعر النبط (راعي البير يمدح شيخ الإحساء) (71بيتا).
من عيون الشعر العربي الفصيح والشعر النبطي المليح ، قال عنه الشاعر : إنه راعي البير ؛ شاعر مشهور ،لا يقل في أشعاره وجودتها عن غيره من الشعراء كلها حكم وأمثال كما جاء في قصيدته المشهورة التي امتدح بها سعدون بن عريعر. (72 بيتا)
- وردت القصيدة في مخطوطة جامعة إسترسبورج (فرنسا) و قيل هناك (راعي البير في سعدون آل محمد).
- جاءت القصيدة في مخطوطة مجموعة سليمان الدخيل الدوسري ، وقال عنها: (ومما قال منيع يمدح الشيخ سعدون أمير الحسا). (78 بيتا)
- أثبتها محمد اليحيى في (لباب الأفكار في غرائب الأشعار) وقال هناك: (مما قال راعي البير يمدح سعدون بن عريعر بن دجين) وقال إن اسم راعي البير هو (محمد بن منيع). (71 بيتا)
وتمتاز هذه القصيدة بجزالة معانيها، وجودة سبكها، وقوة ألفاظها، وقربها من اللغة العربية الفصيحة، واشتمالها على أبيات كثيرة من الحكمة ما زالت محفوظة في ذاكرة كثير من أفراد الأسرة منهم العم محمد بن حمد المنيع – إمام جامع الحسي -، والعم دبوس بن حمد المنيع ساكن بلد الخطامة بسدير – متع الله الجميع بالصحة والعافية -.

اليحيى
ومن هذه القصيدة الأبيات التالية:
مراقي العلا صعب شديد سنودها
مكاد على عزم الدناوي صعودها
فمن رامها بالهون ما نال وصلها
ولا رد غيظات العدا في كبودها
شراها بغالي الروح والمال والشقا
وصبر على مر الليالي وكودها
فلولا غلاها سامها كل مفلس
لولا عناها كان كل ما يوردها
فلكنها بالعزم والحزم والشقا
وخضب الهنادي بالدما من صدودها
وبذل العطا في ماجب الحمد والثنا
مخاطر بحالات خفي سدودها
وغض نظير العين عن ذنب صاحب
تجي من صديق زلة ما يعودها
وبالحلم عن زلات الأصحاب طولة
ولم العصي ما يقطع الشر عودها
فلا طير إلا بالجناحين طاير
ولا كف إلا بالقوى من زنودها
ومن لا يرد الغيظ بالحلم زينت
له النفس حالات خبيثة ورودها
ومن عنها بالصبر حتم يردها
ويشوف مطاليع الهدى في ركودها
ولا خير في عين حديد نظيرها
قريب ويعمى شوفها عن حسودها
ومن هاب خاب وعاش بالذل واشرفت
عليه الغوادي طالبين حقودها
ومن ودع أوباش البرايا حديثه
فهو عامي الشوفات مخط قصودها
ولد الشاعر محمد بن منيع العوسجي البدراني الدوسري عام 1045 ه تقريبا، وقد نشأ وترعرع في البلد الأصلي لأسرته (ثادق) وكانت فاته – رحمه الله – عام 1117ه.

بنو خالد.. قرون من الاستقرار في منطقة القطيف

بنو خالد.. قرون من الاستقرار في منطقة القطيف

بقلم: سعود الزيتون الخالدي
باحث مهتم بتاريخ منطقة الخليج
ينتسب بنو خالد إلى الأمير سيف الله خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة، وبه يجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم(1 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn1))وأخوته وبني عمومته من بني مخزوم(2 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn2)) أشهر بطون قريش التي يتبين من ما يرويه أفرادها أنهم ليس بأقل درجة من بني هاشم(3 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn3)).
إذا كان والد خالد بن الوليد بن المغيرة المقدم على بني مخزوم، وكان من عظماء قريش، وكان في سعة من العيش يطعم الناس أيام منى، وينهى أن توقد نار لأجل طعام غير ناره، وكان ينفق على الحاج نفقة واسعة، ويقال له ريحانة قريش، ولكنه شاء الله أن يموت ضالاً بعد هجرة الرسول بثلاثة شهور(4 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn4))، وله من الأبناء عمارة، وأبو قيس، وهاشم، والوليد، وخالد وكان من أشهرهم، وإليه تنتسب قبيلة بني خالد المعنية بالبحث.
فمن خالد بن الوليد -رضي الله عنه- وأخوته وبعض عمومته من بني مخزوم، تكونت قبيلة بني خالد التي نعرفها اليوم، والتي ينتشر الكثير من أبنائها في الخليج ونجد والشام والعراق وبلاد أخرى حاضرة وبادية، وهم ألوف مؤلفة وصفوف مصنفة وعصائب وأفراد بادية وحاضرة(5 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn5)).
وقال شيخ الإسلام عبيدالله محمد سراج الدين: ما رواه ابن الأثير في تاريخه عن انقراض عقب سيدنا خالد فهفوة مؤرخ لا يعبأ بها، بل إن إجماع النسابين على أن عقباً له في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة، والسلام وهذه الكلمة أوهمت ابن الأثير وقال بانقراض عقب خالد بلا تؤده.
ومثله ما حكاه العدواني -رحمه الله- ولا ريب لدى عامة المحققين من النسابين كابن السمعان وعبدالغافر والبقاعي وخلائق نصوا في طبقاتهم وتواريخهم على وجود الذرية الخالدية وترجموا كثيراً من أكابر رجالها(6 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn6)).
أورد الشيخ محمد سعيد العرفي في كتاب (موجز سيرة خالد بن الوليد) بحثاً علمياً تحت عنوان (السلالة)، توصل فيه إلى ثبوت عدم صحة القول بانقراض العقب الخالدي، وإلى أن بني خالد الذين ينتسبون إلى خالد بن الوليد هم من سلالته، وقد استدل على ذلك بقرائن أهمها:
(1) إنه توصل في بحثه إلى ثبوت وجود منه أقرب لخالد بن الوليد من أيوب بن سلمة وقت تولي أيوب لدار خالد بدعوى الإرث، والقاعدة في الشرع الإسلامي عند جميع المذاهب أن ابن العم القريب يحجب ابن العم البعيد مما يدل على أن الحكم بالإرث لأيوب غير صحيح، فما نجم عنه وهو دعوى انقراض ذرية خالد بن الوليد باطلة ومردودة بالدليل الواضح لاستنادها على إرث غير شرعي.
(2) إن المنتسبين إلى خالد بن الوليد ألوف مؤلفة منتشرة في أقطار متعددة، ولا يعقل تواطؤ هؤلاء كلهم على الانتماء إلى شخص لا وجود لذريته، لأنهم يزيدون على مقدار التواتر الذي يرجح ولو كان نصياً لا تقام عليه بينة، ولأن الانتساب إلى خالد خال من مطامع دنيوية خاصة، وإن التواتر من الأسباب الموجبة للعلم إلى أن الناس مؤتمنون على أنسابهم(7 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn7)).
وبنو خالد من أقدم القبائل العربية المعروفة، فقد ذكرهم الحمداني(8 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn8)) وابن فضل الله العمري(9 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn9)) والقلقشندي(10 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn10)) وابن خلدون(11 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn11))والسويدي(12 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn12)) وغيرهم كثير.
وقد برز منها رجال وسجلوا في التاريخ الإسلامي كان أولهم خالد بن الوليد الذي إليه تنتسب القبيلة بطل حروب الردة وقاتل مسيلمة(13 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn13)).
وقد أنجب خالد بن الوليد أبناء كثيرين، وقال ابن قتيبة: قتل الطاعون من أبناء خالد الذين يقيمون في الشام أربعون رجلاً(14 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn14)).
وكان من أشهر أبناء خالد الذين ذكرهم التاريخ (سليمان)، وكان به يكنى، والوليد وعبدالرحمن وعبدالله والمهاجر ومحمد(15 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn15))، ولكلهم ذرية. ومن ذرية أبناء خالد بن الوليد تكونت غالبية قبيلة بني خالد المعروفة اليوم والمنتشرة في أقاليم متعددة.
وقد عرف بنو خالد بن الوليد القطيف منذ قرون، فقد كان أحد أحفاد خالد ابن الوليد خلال القرن الثاني للهجرة والياً على القطيف وهجر(16 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn16)).
وإلى المهاجر بن خالد بن الوليد ينتسب العمائر أحد فخوذ بني خالد الرئيسية في منطقة القطيف، فقد وفدوا على المنطقة في عام 467هـ ضمن الدعم الذي أرسل للعيونيين ضد القرامطة من الحجاز، وانضموا لمن سبقهم من طلائع قومهم إليها. وما إن كثروا بأفرادهم بالمنطقة حتى برز وجودهم فيها وانتشروا، ورعوا في باديتها وتسلموا من العيونيين أمر خفارتها(17 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn17))، وما إن قوى شأنهم أخذوا على مخالفة أوامر الدولة العيونية وتطاولوا على سلطتها مما دفع أحد حكام العيونيين إلى محاربتهم.
لذا قاتل الأمير عبدالله العيوني سنة 500هـ تقريباً العمائر وانتصر عليهم وأجلاهم عن مواقعهم، فانهزموا لا يولون على شيء، وقتل أكثرهم ولم ينجُ منهم إلا شيخهم أحمد بن مسعر وأبو فراس بن الشباش في جماعة قليلة حيث فروا إلى العراق أما نساؤهم وذراريهم والمستضعفون منهم فقد نفاهم بأجمعهم إلى عمان(18 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn18)).
ومع ذلك لم ينسوا منطقة القطيف حيث عاد شيوخهم ومن هرب معهم من قومهم للعراق بعد فترة وتقربوا من العيونيين في القطيف وصالحوهم وصاهروهم حتى قويت شوكتهم من جديد، وأصبحوا من ذوي النفوذ في المنطقة، وتحضروا ونزلوا القطيف سنة 543هـ(19 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn19))، وأقاموا في عنك وأعادوا بناء قلعتهم، وأقام شيخهم عقيل بن شبيب بن عامر بها، وبدوا يطمعون في سلطة القطيف، وأشعلوا التفرقة بين أمراء العيونيين، وتم لهم ذلك وانفصلت القطيف عن هجر، وتهيأت الفرصة للعمائر، واستنجد أحد شيوخهم وجاءه المدد سنة 586هـ(20 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn20))، وانهارت سلطة العيونيين في القطيف أمام قوة العمائر التي استطاعت بزمن أميرها راشد بن عميرة من انتزاع جميع ما للعيونيين من أملاك مالية وأراضٍ ومزارع في القطيف واقتسمتها على أفرادها حاضرة وبادية(21 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn21)).
ويشترك مع العمائر في جذورهم (العصفوريون) الذين ينسب إليهم الدولة العصفورية، وكذلك الجراونة، وآل مغامس ومن أشهرهم فخوذهم اليوم في منطقة القطيف الخالد: الذي ينتهي بنسبهم إلى خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد، وفخذ (الحسن) الذي يجتمع نسبه و(الخالد) بالشيخ مانع بن علي بن ماجد بن عميرة الخالدي. ويشترك مع (الخالد) في ابن المهاجر بن خالد بن المهاجر (آل شبيب) شيوخ المنتفق، كما يرقى إلى جذور العماير الموجودين في القطيف حالياً عقيلات الحلوة وعماير عمان ومحاربة بني ياس وسياسب هجر والبحرين.
كما أن غالبية فخوذ العمائر الحالية ما هي إلا فروع من الخالد والحسن الذين يتصل نسبهم بالمهاجر بن خالد بن الوليد. ويقول الشاعر:
ليهدي لينبوع الندى والقصاير (ابن عقل) حامي ركاب المناعير
إلى نزل صكـه عليه (العماير) وابيوت شيخان القبايل مقاطير
والعمائر من أولى فخوذ بني خالد التي استقرت بمنطقة القطيف، ولم ينحصر وجود بني خالد في المنطقة على فخذ العمائر منها، فقد وصل إلى المنطقة مع نهاية القرن السابع للهجرة فخوذ أخرى يتصل نسبها بخالد بن الوليد، منهم الجبور والمهاشير الذين وفدوا على المنطقة من نجد بعد ما جاؤوا إليها من الحجاز، وكذلك الصبيح الذين ينتهي نسبهم إلى عبدالرحمن بن خالد بن الوليد، وقد جاؤوا لمنطقة القطيف من نجد والأحساء والشام واجتمعوا بها بعد ما كانوا منقسمين بين الحجاز والشام.
وقد برز من بني خالد بيت جبر بن نبهان الخالدي، وأخذ يمد من نفوذه على البحرين وشطآنها حتى تمكن من فرض سيطرته على شرق الجزيرة العربية وغالبية نجد، وأنهى حكم بني جروان من بني مالك من العمائر، وإلى جبر المذكور يعود الجبور من بني خالد، ولا زال هذا البيت في علو حتى عهد مقرن بن زامل بن أجود ابن زامل الغريري رأس السلطة في بيت جبر بن نبهان الخالدي(22 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn22)).
وقد هيمن الجبور على منطقة القطيف وجعلوا من قلعة مدينتها مقراً للحاكم من قبلهم، وقد ضعف شأن بني جبر في مركز نفوذهم في البحرين نتيجة مجيء المستعمرين من البرتغاليين، حيث بدؤوا في احتكاك معهم أدى بالنتيجة إلى اهتزاز سلطان الجبور في المنطقة، وقتل أقوى سلاطين بني جبر الشيخ مقرن الذي يعتبر من أمراء بني جبر ذوي الشأن، وقد حاول أحفاد آل جبر بالظهور ثانية فلم يفلحوا لوجود العثمانيين الذين جاءوا لمطاردة البرتغاليين وتخليص بلاد المسلمين منهم، وتواطؤ العمائر مع الأتراك ضدهم لما لهم من مجد سابق فقدوه أمام قوة الجبور، وبهذا أعاد العمائر شيئاً من مجدهم وذلك في منتصف سنة932هـ عندما قامت الحرب بين غصيب بن زامل آخر حكام الجبور وراشد بن مغامس بن صقر بن محمد بن فضل أحد شيوخ العمائر وانتصر الأخير واستولى على البلاد وقضى على حكم الجبور، واتسع حكمه حتى شمل البصرة، فصار يدعي سلطان البصرة والأحساء والقطيف(23 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn23))، وإلى جذور راشد يعود نسب آل شاهين وآل مجدل.
ويعود لبني جبر بن نبهان الخالدي أسر كثيرة من بني خالد، وتواجدهم ملحوظ في نجد وكذلك المناطق الشمالية من جزيرة العرب، وقد عدّ الكثير من أسرهم الهزاع(24 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn24))، وعليه توسعت في ذكرهم في كتابي (جل الفرائد في تاريخ ونسب بني خالد)، ومن الجبور وغيرهم أسر كثيرة ينتشرون في أقاليم مختلفة من الجزيرة العربية والشام لا يسع المجال لذكرها هنا.
ولم يدم حكم آل مغامس العمائر في منطقة القطيف، فقد قضى عليه والمهاشير أحد الفخوذ الرئيسية في بني خالد.
والمهاشير من فخوذ بني خالد كانوا يقيمون في تهامة الحجاز ويسكنون جبل (مهشور)(25 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn25))، وقد تحولوا من الحجاز قبل نهاية القرن السابع إلى نجد، ومع نهاية القرن الثامن أصبحوا من أكثر فخوذ بني خالد عدداً وانتشروا بالعرمة وما جاورها شرقاً حتى أطراف الأحساء والقطيف.
ومن والمهاشير مع فخوذ أخرى من نفس الأرومة قوي نفوذ الجبور من بني خالد في منطقة نجد مع نهاية القرن الثامن وبداية التاسع، وخافتهم القبائل الأخرى وأصبحوا سادة نجد بلا منازع، وقد ترجم صاحب الصحاح لأمير من ذرية خالد ابن الوليد.
وقال عنه إنه صاحب نجد أي قبل قرون وذكر ترجمته وقال: إن صاحب نجد هو الأمير عبدالرحمن بن خالد المسمى السحاب لجوده بن سليمان أبي المعالي بن محمد ابن الرئيس بن جعفر المعروف بالحاج أبي علي الرئيس المنيعي بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبدالله بن محمد بن صبيح(26 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn26)) بن منيع بن خالد بن عبدالرحمن بن خالد بن الوليد(27 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn27)).
وقد تحول والمهاشير في القرن التاسع إلى بادية الأحساء والقطيف وانتشروا فيها إلا أن بعضاًَ من أسرهم تحضرت وأقامت في الأحساء والقطيف بعدما صاهروا آل حميد وانضموا إليهم.
وترجم صاحب أعلام هجر للشيخ أحمد زين الدين أحد علماء المنطقة، وقال إنه من بني خالد وقد تحضرت أسرته في عصر جده (داغر) الذي عاش خلال القرن التاسع الهجري وأقامت في المطيرفي بالأحساء(28 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn28)).
كما انضم المهاشير لإخوانهم الجبور إبان قوتهم وناصروهم على كل من يعتدي عليهم، واسند إليهم الجبور بعض القيادات نيابة عنهم، لذا نجد أن أحد المراجع ذكرت من قواد الجبور حبان المهشوري(29 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn29))، كما أوردت إحدى الوثائق أن
حميد ابن عم الجبور وشيخ البادية جد آل عريعر كان من زعماء دولة الجبور، وقد انطلق يقود أسطولاً بحرياًَ من القطيف لمناصرة الجبور في عهد مقرن ضد البرتغاليين عندما جاءوا إلى البحرين(30 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn30)).
ومن أولى فروع آل حميد التي أقامت في القطيف (آل مسلم)، فقد تمركزوا في القطيف خلال القرن التاسع، وامتهنوا الغوص واستقر بعض منهم في مدينة القطيف وعنك والجعيمة وفي جزيرتي جنة والمسلمية التي اتخذت اسمها منهم، وقد بقي آل مسلم في المنطقة إلى أن طردهم العمائر منها بمساندة الأتراك ورحلوا إلى قطر رغم وحدة القبيلة التي تجمع العمائر والجبور والحميد الذين منهم آل مسلم وتنتهي بخالد ابن الوليد، ومع هذا لم ينسَ الحميد ما عمله العمائر بآل مسلم أحد فروعهم الرئيسية، فعندما قوي شأنهم مع نهاية النصف الأولى من القرن العاشر داهموا العمائر بقوة من المهاشير أصهارهم، وتمكنوا بها من القضاء على دولة آل مغامس، ودخلوا مدينة القطيف واكتسحوا جزيرة تاروت وفرضوا على العمائر دفع قيمة مالية لجزيرتي جنة والمسلمية مقابل بقائهم بها.
إلا أن قوة المهاشير أصبحت بين المد والجزر أمام الفروع الخالدية الأخرى وقوة الأتراك، إلى أن تمكن آل حميد أحد فروع الجبور البدوية والرئيسية من طرد الحامية التركية من الأحساء والاستيلاء عليها وذلك في عام 1080هـ، وتولي السلطة ليعود الحكم إلى بني خالد بزعامة آل حميد الذي منهم آل عريعر، ويشمل منطقة الخليج ويتوغل إلى غالبية نجد ويمتد لقرن ونصف القرن من الزمن(31 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn31))، وفي عهد آل عريعر ملك كثير من أفراد بني خالد من فخوذ مختلفة نخيلاً ومزارعاً في واحة القطيف(32 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn32))، وخاصة المهاشير أصهارهم.
ومن المهاشير أعلام برزوا في تاريخ المنطقة وجاء لهم ذكر في أحداثها، ويقيم اليوم منهم في محافظة القطيف بمدينة عنك أسر أشهرها: آل كليب وآل عبيكة وآل ثنيان وآل علي وآل عقيل وآل فوزان، وغيرها كثير(33 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn33)). ويقول الشاعر من قصيدة نختار منها التالي:
إن كـان تبغي كيفك اللي تمناه تبغى الشحـم ومبهرات الدلالي
أنشد من ابن كليب عين وتلقاه بيته إلى جيت الجمـاعة موالي
كما عرف فخذ آل صبيح من بني خالد منطقة القطيف وأقاموا بها وملكوا أيضاً. وقال صاحب اللمع(34 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn34)): الصبيح يبلغ عددهم ستة آلاف وأكثر تردد هذه الطائفة، وغالب مقرها من يفير إلى الجهرة إلى الصبية إلى السنام الذي هو أول أرض المنتفق، ولأجل قوة هذه الطائفة جعلها شيوخ بني خالد في وجه العدو، وهم المنتفق والروم لأن بني خالد لما ولوا هذا الملك صرحت الروم بعداوتهم إذ كان قبل ذلك ملك الأحساء والقطيف والعدان للروم.
وقد وصفهم البسام، وقال(35 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn35)): الصبيح الأماجد العاضين على المكارم بالنواجد، ذي الحمية الذابة والشيم الشابة، أولو العزم والنجدة والحزم يجيبون السؤال والداعي حي على القتال، نيرانهم تشهد لهم بالكرم وجيرانهم في أمنع حرم، جريين الجنان حيين اللسان، المحامد ألطف بهم والهيجاء أعرف بهم.
والصبيح جاءوا إلى منطقة القطيف من الحجاز والعراق والشام، وقد وصلت فروعهم الحجازية إلى القطيف قبل الشامية، ففي عام 642هـ خرجت فروع الصبيح الحجازية بقيادة سليمان بن موسى بن عبدالله المخزوي ومعها فروع أخرى من بني خالد منها الجناح والدعوم الذي يعود لجذورها غالبية أسر القصيم المنتمية لبني خالد اليوم كالسيايرة والخويطر وغيرهم من بيشة، وحطت رحالها في (أوضاخ)، وكانت أوضاخ آنذاك ملتقى القوافل وكذلك الحجيج العراقي القادمين من الأحساء والقطيف(36 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn36))، وكان من الفروع الصبيحية التي وصلت إلى أوضاخ الضبيبات وآل مياس والمطاطير والعلجان.
ومع نهاية القرن السابع وبداية الثامن تحولوا إلى بادية الأحساء وانضموا إلى زعمائهم الجبور في صراع بني جروان الذين يشتركون معهم بنسب القبيلة، ويلتقون جميعهم بخالد بن الوليد إلا أن مذاهبهم مختلفة، لذا انضم الصبيح للجبور المنخزلين عنهم دون الجروانة لاتفاقهم بالمذهب وقربهم إليهم بالنسب، واستنجدوا بإخوانهم كذلك بالشام، وجاءتهم النجدة من صبيح البطائح بقيادة زعماء آل عيسى الصبيحيين، والذين يجتمعون وآل جبور في صبيح الخالدي، بالإضافة إلى أحلافهم من الفضول وبنو كثير وبنو المغيرة والظفير(37 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn37)).
وقد تمكن الجبور بهذا المدد من النصر، وتم لهم ذلك عام 836هـ وأصبحوا ذوي مكانة في بادية الأحساء والقطيف، وانحاز من الصبيح الضبيبات من مياس، وتحولوا إلى منطقة القطيف، ودخلت أسر منهم مدينة القطيف واتخذت بجوار قلعتها مقاماً لهم عرف فيما بعد بفريق مياس(38 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn38)) في مدينة القطيف نسبة إليهم. أما بقية أفراد هذا الفخذ، فقد انتشروا شمال القطيف وأقام بعض منهم في الجعيمة ورأس تنورة وامتهن الغوص والآخر فضل حياة الرعي وانتشر في مراعي منطقة القطيف التي تمتد باتجاه الشمال من القطيف لتشمل الكويت وتتوغل حتى مدينة البصرة في العراق.
أما بقية الصبيح فقد بقوا في منطقة الأحساء وأطلقوا على إخوانهم الضبيبات الذين انحازوا منهم إلى القطيف اسم (كتبة) الصبيح، ومع مرور السنين أصبح اسم الضبيبات يختفي أمام اسم (كتب) ليحل محله في نهاية القرن العاشر، ومن بني كتب هؤلاء الذين يعودون إلى آل صبيح من بني خالد، ويعرفون سابقاً مع غيرهم بالضبيبات. وقد ذكرهم الحمداني بأنهم من بني خالد.
وقبيلة بني كتب تكون إحدى القبائل المهمة اليوم في منطقة الخليج، فهي من أكثر قبائل الإمارات العربية المتحدة عدداً وفيها رجال بارزون ومركزها الرئيسي في دولة الإمارات مدينة الذيد التابعة لإمارة الشارقة، كما ينتشر أفرادها أيضاً في عمان والأحساء وعنك وأم الساهك والجبيل ومنطقة القطيف وقطر والبحرين وبعض سواحل إيران، وقد لعب أفرادها دوراً بارزاً في تاريخ منطقة الخليج إلى أن استقرت سياسياً وظهرت دولها الحالية.
ويتكون بنو كتب من أربع جماعات لكل ما يميزها عن الأخرى:
(1) بنو كتب الذين يقيمون في عنك وأم الساهك جماعة ابن ثواب، وقد ذكر شيخهم صاحب دليل الخليج(39 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn39))، ومنهم الشيخ خالد بن خالد الثواب الذي عناه والدنا بقصيدة جاء منها البيت التالي:
صبوا لبو ناصر من صفـوة الدلة زيدوا له الهيل خالد ذرب الأيماني

(2) آل كتب أهالي الجبيل والبحرين وقطر، ويعرفون بالبوعينين جماعة آل خاطر، ولهم عدة فروع منها الخاطر ومشيخة القبيلة فيهم وآل محمد وآل علي وغيرهم، وقد عدهم صاحب دليل الخليج قبيلة مستقلة من الصبيح، وغيره آخرون ولآل بو عينين دور متميز في تاريخ المنطقة، وخاصة الخاطر الذين منهم الشيخ عبدالله بن علي بن راشد آل خاطر، وكان قد تولى قيادة القبيلة في هجرتها عام 1327هـ من الوكرة في قطر إلى منطقة القطيف، وأسس مدينة الجبيل لم يكن لها وجود من قبله، بالقرب من قصر بني عمه الصبيح.
كما أمر عبدالله بن علي بن راشد بإنشاء أول مسجد جامع في الجبيل وتكفل بتكاليفه، وبحث عن مصدر المياه، فأوجد عيناً فيها عرفت فيما بعد باسمه ونسبت في المعاجم الجغرافية الحديثة إليه، وعرفت بـ(عين العبدالله)، وكان عبدالله ذا مكانة مرموقة بين سلطان المنطقة في عصره.
ومن الخاطر الشيخ عيد بن راشد بن مبارك الخاطر، وكانت له مشاركة في إنشاء مدينة الجبيل، وتربطه بوجهاء الخليج علاقات طيبة، وإليه تنسب (عين العيد) الواقعة بالقرب من مدينة الجبيل.
ومن الخاطر الشيخ عيسى بن علي بن راشد الخاطر، وكان من المؤسسين للمدينة وشخصية بارزة في المسائل الاجتماعية والسياسية، حيث ورد ذكره في وثائق عثمانية وبريطانية ومحلية.
ومنهم الشيخ محمد بن علي بن راشد آل خاطر، ولا يقل دوره عن أخوته من شيوخ البوعينين، فقد ساهم مساهمة جيدة في إنشاء المدينة عند ولادتها، وله علاقة طيبة مع الملك عبدالعزيز، وشارك في معركة كنـزان بالأحساء عام 1333هـ.
وعندما هاجر البوعينين من قطر إلى المنطقة عام 1327هـ نعاهم الشيخ محمد ابن إبراهيم بن محمد آل خليفة بقصيدة جاء فيها الأبيات التالية:
إلى الجبيل وقد حطــوا رواحلهم***بجانب القصر أضحى ضاحكاً لهموا
شجعان قوم أبوهم (خالـد) ورثوا***ابن الوليد وهم في سـيرة انتظموا
(خواطرون) رجـال في ملازمهم***لا بعض من كان قوّالاً وما علموا

ومنهم الدكتور عبدالله بن مبارك يوسف الخاطر، عمل طبيباً نفسانياً في الخبر، وانتقل إلى جوار ربه في الثمانينات رحمه الله.
ومنهم مبارك بن علي بن عيسى الخاطر، وقد تقلد عدة مناصب في حكومة قطر، منها وزارة الكهرباء وإلماء ووزارة الخارجية قبل أن يتقاعد.
أما مشيخة القبيلة اليوم فهي للشيخ خاطر بن أحمد بن علي آل خاطر -أطال الله عمره-، فهو من وجهاء البلد وله بولاة الأمر علاقة طيبة منذ زمن المغفور له الملك عبدالعزيز، كما أن له مكانة مميزة عند حكام الخليج الآخرين، ويوصف بالكرم والجود وأعمال الخير.
(3) آل كتب أهالي الإمارات ويعرفون بجماعة ابن هويدن منهم محمد بن سلطان هويدن ومعضد بن علي آل هويدن، وفيهم فروع من أكبرها السلمان.

(4) آل كتب أهالي عمان، ومنازلهم ضند إلى رمال الأفلاج القريبة منها إلى رمال البريمي والسنينة(40 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn40))، وما إليها من فروع.
ومع بداية القرن الثاني عشر تحول غالبية فروع آل صبيح الذين يقيمون بمنطقة الأحساء إلى منطقة القطيف، ومنهم فخذ الحميدات الذين تحولوا عن منطقة القطيف بعد فترة إلى قطر، وبعض من مناطق الخليج الأخرى وإلى الحميدات يعود نسب آل بوفلاسة الذين منهم آل مكتوم حكام إمارة دبي، وكذلك القواسم الذين لهم السلطة في إمارة الشارقة.
وقد ملك من استقر في منطقة القطيف بمدينة عنك من الصبيح بعض المزارع والأراضي والدور، ويقيم اليوم منهم في منطقة القطيف بمدينة عنك فروع تشمل أسراً كثيرة من أشهرها:
(1) الظهيرات: مشيختهم في الشويش، وشيخهم الذي ذكره صاحب دليل الخليج(41 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn41))، هو الشيخ والفارس زيتون بن شديد بن علي الشويش، والذي بوفاته انتقلت أمرة الظهيرات لابنه الشيخ سلطان بن زيتون الشويش، والذي عناه الشاعر داهم أبو ذيب السهلي بالقصيدة التي جاء منها:
راكــب اللي ما يوني هذيله صيعري ما يمل الهــــذيل
كن هذيل الذيب لقفي هذيله بالسفايف والشــداد الجميل
عند ابن زيتون حـروة مقيله والشحم والبن عقـب المقيل
ربعنا اللي يكسبــون النفيله جنـــدنا لابار فينا العميل
سيف هند سعـد منهو بشيله فعلهم يبري الفــؤاد العليل
ويالهبيل اللي علـومك هبيله لا تعرضهم ولا لك دلــيل
كم صبي قد بغــاهم بحيله رزاهم قبـلك ولا أدرك ذبيل
لا قدوا بالحــق محدن يجيله وكم شجاع من وحمهم ذليل

وبانتقال الشيخ سلطان بن زيتون إلى جوار ربه أخذ أمر قومه أخوه الشيخ عبدالله بن زيتون، وهو الذي عناه الشاعر بقوله(42 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn42)):
سلام يا رجل على الطيـب راسي
عبدالله الزيتون يا ماكر الجـــود
ترفع له البيضا رفيع المســـاسي
والطيب ورث له من أيوان واجدود
أيوه يوم الليـــــالي مقاسي
يومي لهشــان الخلا عندي شهود
وربعــه (هل العليا) ولاني بناسي
والكل منهم يا سعد يطلـب الزود
(ظهيرات) وإن جا بالشفايا يا يباسي
يشيلون حمل اللي من الضيم مضهود
حريبهم يشــرب من السم كاسي
وليا بغا يجزع من الحـــق مردود

وبموت عبدالله بن زيتون -رحمه الله- انتقلت مشيخة القوم إلى إخوانه الشيخ نايف بن زيتون كبير الشويش والشيخ شديد بن زيتون والشيخ فهد بن زيتون، واليوم مشيخة القوم في يد الشيخ شويش بن سلطان بن زيتون الشويش بموازة من إخوانه وأبناء عمومته الذين جاء من أبرزهم الشيخ شهيب بن عبدالله الزيتون والشيخ سعود بن فهد الزيتون، ومن وجهاء الظهيرات الشويش وآل زيتون، ومن الأسر التي تضاف إليهم جاءت مجموعة من أبرزها الصغير الذين منهم فراج بن محمد الصغير والرحيل الذين منهم الأستاذ سعد بن حمد الرحيل أول من قام بالتدريس في مدينة القطيف، وكذلك العذير والثامر وغيرهم، وقد تطرقت لهم في [المحطة الخامسة] من هذا الكتاب.

(2) الهدهود: وشيخهم الذي عاصر مؤلف دليل الخليج عبدالله العزام، والآن في ذريته، ومن أسر الهدهود التي تقيم في عنك المريشد الذين منهم المرحوم عبدالله المطلق ذو رأي وأعمال طيبة، وآل قنيص منهم المرحوم سعد القنيص الذي خلف سمعة طيبة، وآل دهلوس والدغيم وآل طريف والجلاسي وغيرهم [انظر المحطة الخامسة].

(3) المخاصم: وأميرهم الذي عاصر مؤلف دليل الخليج محمد العجران، وجاء من بعده فهد القران، والآن أمرة المخاصم في عجران بن حمد العجران، ومنهم أسر تقيم في عنك من القطيف من أشهرها الغضيان والدعيفس والدلاها والحنتوش والمضحي والمنيع والخلاوي والحباجي وغيرهم.

(4) الزبن: وشيخهم الذي عاصر مؤلف دليل الخليج هو سلطان بن منصور، ومن أسرهم في عنك الشعلان والبقران والرغوان، ومنهم الشيخ عثمان بن عبدالكريم بن محمد الشعلان الذي استضافه الملك عبدالعزيز في إحدى قرى نجد، ويلحق بهم رجل القضاء الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله بن سليمان في الرياض. والزبن المذكورون هم غير الزبن أحد فروع بني صخر(43 
(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn43)).

(5) آل كتب: وسبق أن تطرقنا لهم، وشيخهم الذي عاصر دليل الخليج هو خالد بن فهد الثواب ومن بعده المرحوم حمود بن خـالد والآن في علي بن خالد الثواب ويقيم بمدينة عنك بمنطقة القطيف، فهم أسر من أشهرها الثواب منهم مبارك بن خالد وخالد بن خالد وراشد بن فهد والعبدالعزيز والبزيع والأحمد، ومن الكتب أيضاً الشطي والماجد والدواس الذين منهم محمد ومبارك وعتيق الدواس.
كما أنه يعيش اليوم في مدينة القطيف من أهاليها من ترجع جذورهم إلى نسب قبيلة بني خالد، ولبني خالد مع أهالي القطيف علاقات طيبة يسودها التفاهم منذ أن حلوا بالمنطقة، ومما يدعم هذا القول إن إبراهيم بن عفيصان لما احتل القطيف وخرج عليه عبدالله بن سليمان الخالدي يغزو القطيف وانتصر عليهم، ورفع هذا الخبر إبراهيم بن عفيصان إلى عبدالعزيز بن سعود فكتب له عبدالعزيز أحسنت بما دبرت، لا يغرك للخروج إليه، فإن أهل القطيف قد امتزج دمهم بدم الخوالد(44 (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_edn44)).
*الهوامش:
[/URL](1) محمد سعيد العرفي. سيرة خالد بن الوليد، ص5.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref1)(2) عبدالكريم عبدالله الوهبي. بنو خالد وعلاقتهم في نجد، ص101.

(3) محمد سعيد العرفي. سيرة خالد بن الوليد، ص5.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref3)(4) المصدر السابق، ص6.

(5) عبيدالله بن سراج الدين المخزومي. صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار، ص5.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref5)(6) المصدر السابق، ص5.

(7) عبدالكريم عبدالله الوهبي. مصدر سابق، ص102.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref7)(8) راجع كتابه (أنساب العرب).

(9) راجع كتابه (مسالك الأبصار في ممالك الأمصار).

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref9)(10) راجع كتابه (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب)، وكتابه (قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان).

(11) راجع كتابه (تاريخ ابن خلدون).

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref11)(12) راجع كتابه (سبائك الذهب في معرفة العرب).

(13) عبيدالله سراج الدين المخزومي. مصدر سابق، ص5.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref13)(14) أبو محمد عبدالله مسلم بن قتيبة. المعارف، ص267.

(15) أبو عبدالله المصعب الزبيري. نسب قريش، ص324، 327.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref15)(16) ابن خلدون. تاريخ ابن خلدون، ج3، ص110.

(17) د. علي عبدالعزيز الخضيري. علي بن المقرب العيوني، ص45.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref17)(18) محمد سعيد المسلم. ساحل الذهب الأسود، ص.

(19) مجلة الوثيقة، العدد الثالث، ص62.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref19)(20) إبراهيم بن علي زين الدين الحفظي. تاريخ عسير، ص38.

(21) د. علي عبدالعزيز الخضيري. مصدر سابق، ص43.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref21)(22) إبراهيم بن علي زين الدين الحفظي. تاريخ عسير، ص51.

(23) أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري. أنساب الأسر الحاكمة في الأحساء، ص240.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref23)(24) محمد ناصر الهزاع. مجلة العرب، ج5-6، سنة 1421هـ، ص140.

(25) هاشم محمد الشخص. أعلام هجر من الماضين والمعاصرين، ج1، ص116.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref25)(26) مؤلف مجهول. مخطوطة هجر.

(27) عبيدالله سراج الدين المخزومي. مصدر سابق، ص5.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref27)(28) هاشم محمد الشخص. مصدر سابق، ج1، ص116.

(29) إبراهيم بن علي الحفظي. مصدر سابق، ص51.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref29)(30) عبدالكريم بن عبدالله الوهبي. بنو خالد وعلاقتهم بنجد، ص94.

(31) محمد سعيد المسلم. ساحل الذهب الأسود، ص179.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref31)(32) مؤلف مجهول. لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبدالوهاب، ص157.

(33) محمد ناصر الهزاع، مجلة العرب، س28، ج3-4، ص247.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref33)(34) مؤلف مجهول. لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبدالوهاب، ص157.

(35) ابن بسام. الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر، ص117.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref35)(36) إبراهيم بن علي زين الدين الحفظي. تاريخ عسير، ص51.

(37) المصدر السابق، ص51.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref37)(38) محمد سعيد المسلم. واحة على ضفاف الخليج، ص29.

(39) لوريمر. دليل الخليج، القسم الجغرافي، ج3، ص1253.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref39)(40) ابن بسام. مصدر سابق، ص108.

(41) لوريمر. دليل الحليج، القسم الجغرافي، ج3، ص1255.

(http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref41)(42) الشاعر هو خالد بن ناصر بن صنيتان الزعبي.

(43) نسيم محمد العكش. العشائر الأردنية بين الماضي والحاضر، ج2، ص587.

[URL="http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref44"] (http://www.qateefiat.com/qa/maqalat/banikalid%2070.htm#_ednref43)(44) مؤلف مجهول. لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبدالوهاب، ص