رسالة المؤرخ النسابة عبد الله الزبن إلى المؤرخ عبد الكريم بن عبد الله الوهبي ~ مدونة الخوالـــــــد

رسالة المؤرخ النسابة عبد الله الزبن إلى المؤرخ عبد الكريم بن عبد الله الوهبي

رسالة المؤرخ النسابة عبد الله الزبن إلى المؤرخ عبد الكريم بن عبد الله الوهبي                    بسم الله الرحمن الرحيم


يوجد ممن يكتبون عن الأنساب بغير دليل من قد يبني كتابته على أفكار أو استنتاجات وهمية أو على أقوال سابقة لا تخلو من أخطاء منه أو من سابقيه عند بحثه في ميدان الأنساب, لما كان ذلك, و كان أي خالدي مطلق لا يرضى أن ينسب لغير نسبه الصحيح لعدم جواز ذلك شرعاً, و عدم قبول النفوس المؤمنة بالانتساب لغير نسبها. و لما كان صديقي/عبد الكريم بن عبد الله الوهبي قد ألف كتابه هذا وفهمت منه أنه يهمه الوصول للحق و الحقيقة, و انه يرحب بأي تعقيب و كان بعض مراجع نسب بني خالد و ما فيها من استنتاجات عن نسبهم و عن توزيع أسر بني خالد بين القبائل – في الجملة – ليست معارضة بمثلها فحسب بل و بما يعرفه بنو خالد أنفسهم عن نسبهم و صلة بعضهم ببعض, و بالكتب التي كتبها نسابون لصيقون بمواطنهم الأولى و نصوا فيها على
أ، خالد حمص و الحساء, و نجد و من نزح منهم للأردن و العراق و أفغانستان و غيرها من سلالة خالد بن الوليد – رضي الله عنه – و بني أخوته و عمومته من بني مخزوم القرشية العدنانية بعد أن ذكروا تسلسل الذرية الخالدية الذي أثبته رجال ثقات – مثل أحمد بن حجر العسقلاني – لا يبلغ مدعوا انقراض العقب الخالدي درجتهم. لما كان ذلك الذي انتفى به نفي بقاء العقب الخالدي؛ لأن نفي العقب مجرد عدم علم به فقط و ليس علماً بعدمه, فأصبح من الظن البين خطؤه.
و لما كان بنو خالد على كثرة بطونهم و اتفاق فروع هذه البطون مع بعضها البعض في الاسم لكون بعضها من بعض و إنما تفرقت في كل من سوريا و الأردن و نجد و الإحساء و العراق و غيرها يتواصلون فيما بينهم لمعرفتهم بصلة و قرابة بعضهم من بعض فقد ذكر بعض النسابين ما الفروع هذه البطون من صلات حميمة مع بعضهم البعض في الدول العربية يتزاورون و يتوادون (1).
 لما كان ذلك فقد رأيت أهمية التنويه إليه رداً على بعض الأوهام القائلة: إن بعض هذه الفروع من قبائل غير قبيلة بني خالد المخزومية القرشية


و بعد هذا أذكر فيما يلي موجزاً عن ثبوت الذرية الخالدية و نسبة بني خالد إليها:

1. أن الشيخ محمد سعيد العرفي أورد في كتابه: ((موجز سيرة خالد بن الوليد)) بحثاً علمياً تحت عنوان: ((السلالة)) توصل فيه إلى ثبوت عدم صحة القول بانقراض العقب الخالدي, و إلى أن بني خالد الذين ينتسبون إلى خالد بن الوليد هم من سلالته.
 و قد استدل على ذلك بقرائن أهمها:
  • أ‌- أنه توصل في بحثه إلى ثبوت وجود من هو أقرب لخالد بن الوليد من أيوب بن سلمه وقت تولي أيوب لدار خالد بدعوة الإرث, والقاعدة في الشرع الإسلامي عند جميع المذاهب أن ابن العم مع الأخ وابن الأخ محجوب لا يرث أصلا, و أن ابن العم القريب يحجب ابن العم البعيد مما يدل على أن الحكم بالإرث لأيوب غير صحيح. فما نجم عنه وهو دعوة انقراض ذرية خالد بن الوليد باطلة ومردودة بالدليل الواضح لاستنادها على ارث غير شرعي.
  • ب‌- أن المنتسبين إلى خالد بن الوليد ألوف مؤلفة منتشرة في أقطار متعددة ولا يعقل تواطؤ هؤلاء كلهم على الانتماء إلى شخص لا وجود لذريته؛ لأنهم يزيدون على مقدار التواتر الذي يرجح ولو كان نصياً لا تقام عليه بينة, و لأن الانتساب إلى خالد خال من مطامع دنيوية خاصة و أن التواتر من الأسباب الموجبة للعلم اضافة إلى أن الناس مؤتمنون على أنسابهم (2).
2. أن ممن ترجم له من الذرية الخالدية:
  • أ‌- مسافر بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي الخالدي المعافري الشافعي. ولد سنة 674 هـ و توفي سنة 744 هـ (3).
  • ب‌- ترج البيطار للشيخ سعيد بن شاكر بن سعيد الخالدي وذكر اتصال نسبه بالصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه و أنه ولد سنة 1221 هـ (4)
  • ج‌- ترجم الصابوني لمحمد الخالدي وذكر أنه الأديب الفاضل محمد بن نصير بن صغير الخالدي المخزومي المعروف بالقيسراني الحلبي من ولد خالد بن الوليد – رضي الله عنه – أصله من قيسارية في الشام وولد بعكا ثم انتقل إلى حلب بعد استيلاء الفرنجة عليها إلى أن ذكر أنه ولد سنة 478 هـ و توفي بدمشق سنة 548 هـ ودفن بمقبرة باب الفراديس (5).
  • د- ترجم عز الدين بن الأثير الجزري لحيدر الخالدي فذكر أنه أبو الفتح حيدر بن محمد بن حيدر الفارسي الشيرازي الخالدي من ولد خالد بن الوليد, و أنه سافر إلى الشام و سكن في آخر عمره مرو. و توفي من سنة 540 هـ (6).
3- أن صاحب كتاب الروض البسام ذكر أن من أشهر بطون قريش التي انتقلت إلى ديار الشام جماعات أكثرهم عددا من مخزوم, وأنه يقال لهم الآن: بنو خالد على أن خالد بن الوليد المخزومي منهم, وأن ذريته بقيت فيهم, وأنه انتشر منهم العدد الكثير. وذكر بأنه قال بعض المؤرخين بانقراض ذرية خالد أن هذا خلاف المشهور المتواتر.
 وذكر عدداً ممن ترجموا لعدد من أكابر الذرية الخالدية وأن خلائق نصوا في طبقاتهم و تواريخهم على وجود الذرية الخالدية وأن السراج قال في صحاحه:
((أما ما رواه ابن الأثير من انقراض عقبه وأن النسابين أجمعوا على ذلك فهفوة مؤرخ لا يعبأ بها. بل إن إجماع النسابين على أن لا عقب له في المدينة المنورة)).
وذكر أن العدواني قال مثل قول السراج, وأنه لا ريب لدى عامة المحققين أن عقب خالد منتشر في الشام و نجد و العراق و منهم بمرو الروز و بلاد الأفغان, و أنهم ألوف مؤلفة و صفوف مصففه, و عصائب وافرة بادية و حاضرة, وأن الأكابر من المحدثين والفقهاء قالوا بانتشار العقب الخالدي, وأن هذا الذي صح وتواتر ورواه قبائل العرب وهم الحفظة لأنسابهم بلا دفاع. وان أمراء قبيلة بني خالد بديار الشام من ذرية خالد ابن الوليد, وذكر من شيوخهم آل عبد القادر وأنهم ينتهون إلى ناصر بن عاصي بن مهنا بن سليمان بن مهنا بن محمد بن فارس بن عبد الكريم بن عيسى بن مهنا بن مدلج بن الفضل بن سليمان بن مدلج بن موسى بن حسام الدين المهنا بن عيسى بن مانع بن محمد الأشقر بن سليمان بن سيف بن فضل بن عيسى بن عبد الكريم بن مصلت بن مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد رضي الله عنه. وذكر أن مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد مات عن ثلاثة أولاد: سليمان, عيسى, أمهما البيضاء بنت فضل بن ربيعة الطائي أجل أمراء ربيعة. وسرد تفصيل دافع تزويج فضل ابن ربيعة بنته البيضاء على مهنا بن فضل الخالدي فليرجع إليه في موضعه. وذكر أن من بني خالد هؤلاء آل منيع وآل عريعر (7).

4- ذكر صاحب مرآة جزيرة العرب أن بني خالد تنقسم إلى قسمين أحدهما: ينتهي إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه. و القسم الثاني: ينتهي إلى إخوته وأبناء عمومته وكلاهما من جماعة بني مخزوم. وذكر بعض أسماء السلسلة الخالدية وبعض بطون بني خالد التي تنتمي إليها (8).

5- ذكر صاحب: إمتاع السامر أن من بني خالد – خالد الحجاز – المخزوميين من كان في بيشة التي كان أميرها: محمد بن سعيد ابن زيد الخالدي المخزومي القرشي من قبل غانم بن صقر بن حسان اليزيدي. وذكر تمركز بعضهم بأوضاخ عام 642 هـ حينما احتلتها قوات: حسان اليزيدي الأموي, وأنهم بقوافيها إلى أن أجلاهم عنها بنو لام, و تفرقوا في قرى سدير, و الوشم, والعارض, والقصيم و الإحساء (9).

6- أننا نتناقل ابن عن أب و أب عن جد أن من آل صبيح بني خالد المخزوميين القرشيين الموجودة بقيتهم بحمص وبقية بلدان الشام هؤلاء الذين نزح بعضهم للأردن من جاء من حمص و ضواحيها إلى الإحساء و ضواحيها مع الجيش العثماني من نجد و بيشة في المنطقة الشرقية التي يسمونها أحياناً "المقاطعة" و أحياناً "النقرة "و انه يعرف بعضهم صلته بالآخر.

الهوامش:
  1.  انظر: موجز سيرة خالد بن الوليد ص 108 -110, الروض البسام ص8 – 18, مرآة جزيرة العرب ص317-319, امتاع السامر ص15,17,23,80,131,160,201,202,206,207,222, الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 5/115, أعيان دمشق ص 132, تكملة إكمال الإكمال في الأنساب و الأسماء و الألقاب ص 241,242, للباب في تهذيب الأنساب 1/413,414, عشائر العراق 4/198, تاريخ العراق بين احتلالين 5/218, جامع أنساب قبائل العرب ص59-61.
  2.  موجز سيرة خالد بن الوليد ص107-110
  3.  الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 5/115
  4.  أعيان دمشق ص 132
  5.  تكملة إكمال الإكمال في الأنساب و الأسماء و الألقاب ص 241-242
  6.  للباب في تهذيب الأنساب 1/413. 414
  7.  الروض البسام ص8-18
  8.  مرآة جزيرة العرب ص317-319
  9.  إمتاع السامر صح15-17,131,160,202

وصلات ذات علاقة بقبيلة بني خالد

 
واخيراُ آمل منكم قبول عذري مسبقاُ إذا وجدتم قصور وتوجهي وتزويدي بما ترونه مناسباُ، فليس كل مجتهداُ مصيب...


اسئل الله لنا ولكم التوفيق،،،

Email: aliim2222@gmail.com

    0 التعليقات: