ان هذا الباب يتحدث عن الاعلام المشهورين في حقل العلم الشرعي، ولايشمل الزعماء، او الفرسان، او الشعراء؛ وذلك لصعوبة احصائهم، وتفادياً للوقوع في الحرج مع العوام. كما احب ان انوه ان المعلومات جمعت من المصادر التالية:
ا- كتاب"علماء نجد خلال ثمانية قرون" للبسام
ب- كتاب " الاختيارات الزبنية من ذرية خالد بن الوليد المخزومية ط1" للزبن وبعضها من تاليفي.
1ـ الشيخ إبراهيم بن سعود بن سليمان السياري 1297هـ ـ 1380هـ :
الشيخ إبراهيم بن سعود بن سليمان بن إبراهيم بن سليمان ( المطوع ) بن محمد بن سيف بن جبر بن ثقبة بن خالد ، الملقب ( سيار ) بن شقير بن حزمي من الدعوم من بني خالد .
وأمه هيلة بنت محمد بن إبراهيم السياري ، فيلتقي أبوه وأمه في جده إبراهيم بن سليمان ( المطوع ) من رؤوس ضرمى المعروفين ، وصاحب قصر الشهيلي المعروف بالشرقي .
أما عشيرة المترجم فهم سيايرة ضرمى ، الذين قدموا من بلدة القصب ، وأول من جاء إلى ضرمى بعض من أسرة آل مانع ، ثم تلاهم سيف وأبوه سلامة بن سيف السياري ، وسكن شرقي ضرمى .
وفي العقد الثاني من القرن الثاني عشر الهجري ذهب سيف بن سلامة بن سيف المذكور إلى بلدة القصب ، وأحضر ابن عمه جد المترجم ، وهو سليمان بن محمد بن سيف ، فقد توفي أبوه وأمه ، ولم يبق له أحد أقرب إليه من سيف بن سلامة من العصبة حيث انقطع جميع أهله سوى ابن عمه هذا ، وأحضر معه ما يملك من ميراث .
ونشأ سليمان بن محمد هذا عند ابن عمه ، وطلب العلم ، فصار يلقب ( المطوع ) وتزوج ابنة سيف المذكور ، وقد كثر ولده وماله وجاهه ، وعندما قامت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان سليمان هذا رجلاً مستقلاً بنفسه فتبع الدعوة .
والمقصود أن سيايرة ضرمى هم من ثلاث أسر : آل مانع ، وآل سيف بن سلامة بن سيف بن جبر بن ثقبة بن سيار ، وآل سليمان ، وهم ذرية سليمان المطوع ، والذين منهم الشيخ إبراهيم بن سعود المترجم هنامولده وطلبه للعلم :
ولد الشيخ إبراهيم بن سعود عام 1297 هـ ، في بلدة ضرمى قاعدة البطين ، ونشأ كما ينشأ أبناء جيله في أسرة تمتهن الفلاحة ، فقد كان أهله أهل حرث ، وبعد أن بلغ سن التمييز بدأ دراسته بحفظ القرآن على يد المطوع حسين بن نفيسة ، تعلم الكتابة والقراءة ومبادئ العلوم .
ثم رحل إلى الرياض ودرس في حلقة الشيخ سعد بن عتيق والشيخ عبد الله بن عبد اللطيف والشيخ حسن بن حسين آل الشيخ والشيخ حمد بن فارس ، والذي أفاد منه كثيراً ، وكان يكثر من ذكره ، وهو شيخه الأول .
ثم طلب منه الملك عبد العزيز آل سعود الذهاب إلى سدوس للإرشاد والإمامة والقضاء والتعليم فاعتذر لعدم استكماله التحصيل في نظره ، فقال له الملك عبد العزيز : اذهب واسأل عما يشكل عليك من هو أعلم منك ، فوافق ، ثم انتدب بعد ذلك الى تربة ثم إلى عرجاء ثم إلى أبو جلال .
وفي أواسط العقد الخامس من القرن الثالث استقر مقام الشيخ في بلدة القويعية بعد أن تزوج بابنة الشيخ القاضي عبد الله بن سليمان السياري ، وكان يذهب إلى أبو جلال ليرشد البدو عند نزولهم هناك ويصلي بهم ويعلمهم ، ويحل بعض قضاياهم ، ومع ذلك فقد كان يواصل دراسته على الشيخ عبد الله السياري ، فكان يقرأ عليه في السيرة النبوية وغيرها ، وبعد وفاة الشيخ السياري صار يقرأ مع الشيخ عبد الله بن رشيدان في المغني للموفق بن قدامة .
صفاته :
كـــــان شجاعاً في الحق ، غيوراً على دينه ، كثير الصلاة وتلاوة القرآن وفي آخر حياته قطع كثيراً من علاقته بالناس ، وكان يكثر من قراءة القرآن والسيرة النبوية المطهرة .
وقد كانت تربط الشيخ إبراهيم علاقة قوية بالملك عبد العزيز والملك سعود الذي كان يجله ويوقره ، حتى إنه قد زاره في بيته بالقويعية بعد أن صار ملكاً ، وقد كان الشيخ مناصحاً لهما وقائماً بما لهما من حق .
وفــاتـه :
بقي الشيخ في القويعية مجتهداً في العبادة مطيلاً لصلاة الليل يقول بعض من سافر معه : لقد قام في ليلة بأربعة عشر جزءاً من القرآن ، وكان يكثر من قراءة القرآن ، فكان يختم كل أسبوع ، وفي رمضان كل يوم ختمه .
وفي يوم الأربعاء الثاني والعشرين من ربيع الثاني لسنة 1380هـ وبعد صلاة العشاء نزل بالشيخ الأجل المحتوم ، ووافته المنية بالقويعية من مرض الربو الذي كان يعاني منه ودفن بها رحمه الله تعالى .
وقد ترك مكتبة صغيرة أكثر ما فيها مخطوطات أهداها حفيده الدكتور محمد بن سعود بن إبراهيم إلى مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية .
2 ـ إبراهيم شمس الدين أبي المجد بن محمد بن أبي بكر الحافظ رشيد الدين أحمد بن أبي المجد إبراهيم بن محمد المنيعي الخالدي ، حفيد الحافظ رشيد الدين أحمد بن أبي المجد إبراهيم بن محمد الخالدي المنيعي .
ووالد محي الدين أبو المحامد الذي جاء نسبه في ترجمة بأنه : يحيى بن إبراهيم بن رشيد الدين أبي الفضل محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن سيف الله خالد بن الوليد المخزومي .
كانت ولادة المترجم له ببلاد الترك سنة 621 هـ . وقد سمع وتفقه . ومات في صفر سنة 674 هـ بأصبهان ، ثم نقل تابوته إلى تفتازان فدفن بجامعها الذي بناه جده لأمه .
3 ـ إبراهيم بن أيبك بن عبد الله الصفدي ، جمال الدين ، أبو إسحاق . من عائلة آل الخالدي الشهيرة التي منها الشيخ خليل جواد الخالدي الذي ينتهي نسبه إلى محمد بن خالد بن الوليد صاحب الترجمة بحرف الخاء من هذا المبحث .
المترجم له أخوه الشيخ صلاح الدين خليل أيبك الصفدي , وكان الصلاح أسن منه
ولد المترجم له سنة 700 هـ ، ومات في دمشق في 4 جمادى الآخرة سنة 742 هـ وكانت أسرته من الأسر الخالدية التي انتقلت للأكراد ، ومنها عادت إلى صفد .
4 ـ أحمد بن ذهلان بن عبد الله بن محمد بن ذهلان ، النجدي ، المقرني المتصل النسب بالصحابي الجليل : خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه . الشيخ الفاضل ، العالم ، الفقيه ، النخبة ، العمدة ، مفتي البلاد النجدية ، والديار الإحسائية ، أبو العباس شهاب الدين .
ولد في بلد مقرن * في محلة الرياض منها ، ونشأ في حجر والده وتلا عليه القرآن العظيم ، وأخذ عنه الفقه وغيره . وأخذ عن عالم النجدية سحيم النجدي ، وولي قضاء بلاد نجد وإفتاءها ، وسار في ذلك سيراً حسناً ، ولم يزل على طريقته المثلى حتى توفي ، وكانت وفاته سنة 1169 هـ .
وجد المترجم له : عبد الله بن محمد بن ذهلان من السحوب ( السحبان ) من بني خالد له ترجمة بحرف العين بهذا المبحث . و( السحبان ) من بني خالد ينسبون إلى جدهم الملقب بالسحاب لجوده، والسحاب هذا هو : خالد بن سليمان بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن عبد الرحمن بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد .
5ـ أحمد سامح ابن الشيخ راغب الخالدي ، أبو الوليد من عائلة آل الخالدي التي ينحدر منها الشيخ / خليل الخالدي المخزومي، التي ينتهي نسبها إلى محمد بن خالد الوليد رضي الله عنه ـ الشهيرة بمن أنجبت من العلماء .
والمترجم له أحد كبار المربين العرب في العصر الحديث . أعماله الخيرة وافرة وحافلة بمأثره ، ابنه وليد أستاذ التاريخ في جامعة أكسفورد .
ولد المترجم له في يافا عام 1303 هـ ، وتوفي عام 1370 هـ .
وقد أتم المترجم له تعليمه العالي في لبنان فحصل على شهادة الصيدلة من الجامعة الإمريكية في بيروت سنة 1917 هـ . خدم في الجيش العثماني إلى آخر الحرب العالمية الأولى ، وعاد بعدها إلى الجامعة فأحرز درجة ( أستاذ في العلوم ) . بدأ حياته التعليمية مفتشاً للمعارف للوائي يافا وغزة سنة 1920م ، ثم أصبح في عام 1925م مديراً لدار المعلمين في القدس ( الكلية العربية ) ، فمساعداً لمدير المعارف بفلسطين ، ومن أبرز نشاطاته الإجتماعية تحقيقه لمشروع اليتيم العربي ، وتأسيسه معهداً لرعاية الأيتام وتعليمهم في قرية دير عمرو قرب القدس وأنشأ مزرعة دير عمرو أصبحت مفخرة من مفاخر عرب فلسطين البنائية . كان رحمه الله مدافعاً صلباً عن عروبة فلسطين وعن الإسلام ومن مقالاته ( دفاع عن الإسلام ) الذي نشرته مجلة الثقافة المصرية عدد أيار 1945م رداً على تهجمات جمعية آسيا الوسطى الملكية في لندن .
بقي في فلسطين حتى اغتصبها الصهاينة عام 1948م ، فانتقل إلى لبنان فكرس حياته لمساعدة شعبه المشرد في تعليم أبنائه ورفعهم من الذل الذي أصابهم بابتعادهم عن بلادهم ، وبقي مثابراً مجاهداً في هذا الميدان بكل إمكانياته المادية والروحية .
6 ـ أحمد بن عبد الرزاق بن حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي .
ومن بيت الرياسة التامة ، والحشمة الزائدة .
قال ابن السمعاني : كان فقيهاً . فاضلاً ، مبرزاً . رحل إليه الفقهاء ودرسوا عليه ، وبنى المدارس الكثيرة ببلده مرو الروذ وحدث عن جماعة . وكان قد تفقه على والده ، وعلى الحسن بن عبد الرحمن النيهي . قدم بغداد بعدما حج . وحدث عن جده حسان وعن الفقيه أبي الحسن ... .
توفي بعد العشر وخمسمائة ببلده ، وقال التفليسي في ( طبقاته ) : أنه خرج من نيسابور إلى وطنه فأدركته المنية فمات في الطريق ، في شعبان اثنتي عشرة وخمسمائة .
7ـ أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر بن يحيى بن حسين بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن علي بن صالح ابن إبراهيم بن سليمان بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي ، شهاب الدين ابن العلامة بدر الدين الدماميني الأسكندري المالكي .
ولد سنة 790 هـ ومات في حدود سنة 860هـ وبحث على والده الرسالة لأبي زيد ، والألفية لابن مالك ، وسمع على الجمال بن الخراط ، وأجاز له جماعة في سنة 802 هـ وما بعدها ، منهم الشيخ عبد الله بن خليل الجرستاني ، وأبو بكر بن إبراهيم الفرائضي ، وعبد الله بن محمد بن عبد الله المقدسي ، وفاطمة بنت عبد الهادي ، وأختها عائشة ، ورقية بنت علي بن أبي بكر الصفدي ، وزينب ابنة ابي بكر ذلك جملة صالحة كان يذاكر بها ، وربما نظم .
8 ـ أحمد بن محمد بن أبي الفرج بن مزهر الشهاب ، شيخ الشهاب بن رجب والد الحافظ ابن رجب الحنبلي ، ينتسب مخزومياً لخالد بن الوليد ـ رضي الله عنه .
وقد قال في نظمه :
أنا في جنان الخلــد أرجـو أن أرى
| ||
يـوم القيامـة خالـداً مــع خلــد
| ||
توفي . رحمه الله . سنة 754 هـ .
9 ـ أحمد بن محمد بن يوسف الخالدي ، الصفدي ، الحنفي ، المعروف بالخالدي نسبة إلى خالد بن الوليد . الصحابي الجليل رضي الله عنه .
الفقيه الأديب . كان إماماً بارعاً ، فقيهاً ، وكان حسن المطارحة كثير الفنون .
ولد بصفد ، ونشأ بها ، ثم ارتحل إلى القاهرة ، وأخذ بها عن كثيرين ، منهم محمد بن عبد الرحمن البهنسي ، وأجازه في البخاري سنة 998 هـ ، وعن أحمد بن محمد بن شعبان العمري ، الذي أجاز له جميع مروياته ومؤلفاته التي منها ( تشنيف السمع ) . كما أخذ عن علي بن حسن الشرنبلاني ، ومحمد بن محي الدين النحريري ، وعلي بن محمد بن علي ، وابن غانم الخزرجي ، وأجازه هؤلاء وكثير غيرهم .
10 ـ أحمد سامح الخالدي :
خبير سياسي معاصر ، كثيراً ما يتصل به القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية بلندن ، ويأخذ وجهة نظره في الأحداث المعاصرة ، وخاصة أثناء حرب تحرير الكويت ، وأثناء مفاوضات السلام بين العرب وإسرائيل وتصفه تلك الإذاعة بأنه ( الخبير الإستراتيجي العربي ) .
والدكتور : أحمد سامح المذكور من عائلة آل الخالدي بالقدس التي ينتهي نسبها إلى الصحابي الجليل : خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه .
11 ـ إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر بن صغير داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد الخالدي المخزومي ابن القيسراني .
ولد سنة 671 هـ ، وكان منشئاً بليغاً ، رئيساً نزيهاً . وكان موقع الدست بمصر ، ثم تولى كتابة سر حلب في سنة 714 هـ ، ثم صرف إلى توقيع الدست بدمشق ، وتقدم عند أميرها ( تنسكز ) ومات في ذي العقدة سنة 736 هـ . وكان ينظم نظماً وسطاً .
تزوج بنت الصاحب تاج الدين واتفق أن وقع بينهما ، فجاءت إليه دايتها وقالت له : ياقاضي ، ما عرفت من قدامك ؟ ذي إلا بنت المقوقس ! فقال لها وأنا الآخر ابن خالد بن الوليد .
وقد رثاه الصفدي في ( الوافي بالوفيات ) بقصيدة منها :
حملـوه على الـرقـاب ولـكــن
| ||
بعـدمـا أثقـل الـورى بـالأيــادي
| ||
مـن كـرام راقـت معانـي علاهم
| ||
وتـغنـى بمـدحهم كل شـــــاد
| ||
نسب بـاهـر السنـا خالـدي
| ||
قد تساوت غاياتــه والمبــــادي
| ||
12 ـ الجمانة بنت المهاجر بن خالد بن الوليد :
من ربات الفصاحة والبلاغة ، نظرت إلى عبد الله بن الزبير وهو يرقى المنبر يخطب في يوم جمعة فقالت حين رأته رقى المنبر : أيا نقار يانقار * ، أما والله لو كان فوقه نجيب من بني أمية أو صقر من بني مخزوم لقال المنبر : طيق ** . فأنمي كلامها إلى عبد الله بن الزبير فبعث إليها فأتى بها ، فقال لها : ما الذي بلغني عنك يا لكاع ؟ قالت : الحق يا أمير المؤمنين . قال فما حملك على ذلك ؟ قالت : لاتعدم الحسناء ذاماً والساخط ليس براض ، ومع ذلك فما عدوت فيما قلت لك أن نسبتك إلى التواضع والدين ، وعدوك إلى الخيلاء والطمع ولئن ذاقوا وبال أمرهم لتحمدن عاقبة شأنك ، وليس من قال فكذب كمن حدث فصدق ، وأنت بالتجاوز منك جدير ، ونحن للعفو منك أهلٍ ، فاستر على الحرمة تستتم النعمة ، فوالله ما يرفعك القول ولا يضعك ، وإن قـــريشاًَ لتعلــم أنــك عــابــدهــــا وشجاعها ولسانها ، حاط الله دنياك وعصم أخراك ، وألهمك شكر مولاك .
13ـ الشيخ حميدان بن تركي بن حميدان ( 1130 هـ ـ 1203 هـ ) :
الشيخ حميدان بن تركي بن حميدان بن تركي بن علي بن مانع نغامش ، من أسرة آل تركي المقيمين في عنيزة ، وأول من قدم عنيزة من آل تركي هو جدهم نغامش ، قدمها من قرية الهلالية بالقصيم ولا يزال بقاياهم في هذه القرية .
ولد المترجم في وطنه ووطن عشيرته عنيزة إحدى مدن القصيم عام 1130هـ ونشأ فيها وأخذ مبادئ الكتابة والقراءة وكانت القصيم في ذلك الوقت خالية من العلماء ، وأجود من فيها من يحسن القراءة والكتابة حتى قدم عليهم العلامة الشيخ عبد الله بن عضيب فلازمه المترجم ملازمة تامة ، وقرأ عليه الكثير من كتب العلم ، وانتفع بعلمه انتفاعاً كبيراً .
وقال ابن حميد في السحب الوابلة : ( فصار عين تلاميذ شيخه ، وحصل كتباً نفيسة أكثرها شراء من تركة شيخه المذكور ، ومن تركة أخيه منصور بن تركي ، وحصل على إجازة من شيخه عبد الله بن عضيب ، أثنى فيها على المترجم بالتقى والصلاح وبلوغ الغاية في المحصول العلمي . لا سيما علم الفقه ، قد جاء في مقدمتها :
أما بعد : فأن علم الفقه طود شامخ صعب مرتقاه ، وبعيد غوره ومنتهاه ، ليس من تسنمه كمن هو بحضيضه ، ولا من جنى ثمره كمن توله بنقيضه ، وكان ممن اشتعل في نيله وطلبه حسب الإمكان حميدان بن تركي بن حميدان ، وقد قرأ علي (( المنتهى )) إلى آخره قراءة بحث وإتقان ، فلما رأيت فهمه الثاقب أجزته أن يفتي بالصحيح بعد مراجعة المنقول وبما روى عني من روايتي عن شيخي أحمد بن محمد القصير عن شيخه محمد بن أحمد بن اسماعيل عن شيخه أحمد بن محمد بن مشرف عن شيخه أحمد بن يحيى بن عطوه من روايته عن شيخه العسكري .
قال ذلك عبد الله بن أحمد بن عضيب ، وذلك بحضرة جماعة منهم : محمد بن إبراهيم بن عبد الله أبا الخيل ، وصالح بن محمد بن صالح الصانع وغيرهم ، جرى ذلك في شوال عام 1150هـ . اهـ .
وكان حسن الخط كتب كتباً جليلة مع ما ستراه ، ثم قصد المترجم للتدريس والإفتاء ، ثم سافر إلى المدينة المنورة بأهله وعياله فأحبه أهلها خاصهم وعامهم ، وعظموه لما عليه من الديانة والصيانة والورع والصلاح ، حتى أني رأيت في مكتوب من الشيخ عبد السلام الهوى إلى حفيده الشيخ عبد الوهاب قال فيه : إلى عبد الوهاب ابن الشيخ الصالح محمد ابن شيخ الإسلام الشيخ حميدان ، وقرأ عليه حنابلة المدينة وانتفعوا به ) . اهـ . من السحب الوابلة باختصار .
آثــــــاره :
1 ـ قال ابن حميد في السحب الوابلة : له أرجوزة في الفقه ، وله أجوبة غزيرة ومباحث سديدة .
2 ـ وقال : وقف كتبه جميعها ، وهي كثيرة مشتملة على غرائب ونفائس .
تلاميذه :
له تلاميذ كثيرون فكان هو مرجع تلاميذ شيخه ابن عضيب وكان هو عمدة الحنابلة في المدينة المنورة ، ومن تلاميذه :
1 ـ الشيخ محمد بن عبد العزيز الربدي ، وعندي رسالة مؤلفة له ، فرغ منها بالمدينة المنورة عام 1223هـ .
2 ـ الشيخ عثمان بن صالح بن شبل .
3 ـ ابنه الشيخ محمد بن حميدان بن تركي الورع التقي .
4 ـ الشيخ العلامة عبد الله بن أحمد بن إسماعيل ، فقد أجاز المترجم تلميذه بإجازة طويلة هي عندي بخط المترجم ، وسيأتي نص ما نحتاج نقله منها في ترجمة الشيخ عبد الله بن إسماعيل إن شاء الله تعالى .
وقد كاتبه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فيمن كاتب من علماء نجد لدعوته إلى العقيدة السلفية المحضة ، فلم يرتح لها ، فلما استولى الإمام عبد العزيز بن محمد على القصيم غادر المترجم عنيزة إلى المدينة المنورة ، ونقل معه مكتبته الكبيرة ، وأقام فيها حتى توفي على أننا لم نسمع أنه عارض الدعوة برسائل أو مؤلفات ، كما جرى من بعض معاصريه .
عقبه :
خلف ابنه محمداً المتقدم ، فخلف محمد ابنين هما عبد الوهاب وعبد العزيز ، فأما عبد الوهاب فعالم كبير ، وسيأتي ترجمته إن شاء الله ، وأما عبد العزيز بن محمد بن حميدان بن تركي ، فلا أعلم شيئاً عن أخباره ، إلا أنه يوجد لدى رسالة خطية في الحساب جاء فيها : ( تم الحساب بعون الملك الوهاب بحمد الله وحسن توفيقه على يد عبد العزيز بن محمد بن حميدان الحنبلي ، وكان الفراغ سنة أربع وثلاثين ومائتين بعد الألف ) فهو مؤلف هذه الرسالة الحسابية .
وفـــــاتــــه :
قال حفيده الشيخ عبد الوهاب بن تركي في تاريخه : ( في سنة 1203 هـ توفي الشيخ الجليل ذو القدر الحفيل الشيخ حميدان بن تركي بن حميدان في المدينة المنورة ) .
قلت : وقد دفن في البقيع بجانب السور وبكاه الناس ، وأسفوا لفقده لما كان عليه من صلاح وعلم . رحمه الله تعالى آمين ، وعفا عنا وعنه .
14- الحكم بن عبد المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب ، كان من سادة قريش ووجوهها وكان ممدحاً ؛ وله يقول ابن هرمة في قصيدة طويلة مدحه بها :
لاعيب فيك يعاب إلا أنني
| ||
أمسي عليك من المنون شفيقا
|
وكان يلي المساعي ؛ قيل أن رجلاً من قريش ، ثم من بني أمية بن عبد شمس ، له قدر وخطر ، ولم يسمى، رهقه دين ؛ وكان له مالٌ من نخل وزرع ؛ فخاف أن يباع عليه ؛ فشخص من المدينة . يريد خالد بن عبد الله القسري ، وكان والياً لهشام بن عبد الملك على العراق ؛ وكان يبر من قدم عليه من قريش ؛ فخرج الرجل يريده ، وأعد له هدايا من طرف المدينة ، حتى يقدم فيدفعها له ؛ فأصبح بها ؛ فنظر إلى فسطاط عنده جماعة : فسأله عنه ؛ فقيل : ((للحكم بن المطلب )) . فلبس نعليه ، ثم خرج حتى دخل عليه ؛ فلما رآه قام فتلقاهُ وسلم عليه ، ثم أجلسه في صدر فراشه ؛ ثم سأله عن مخرجه ؛ فأخبره بدينه وما أراد من إتيان خالد بن عبد الله القسري ؛ فقال له الحكم : (( انطلق بنا إلى منزلك ، فلو علمت بمقدمك ، لسبقتك إلى إتيانك )) فمضى معه حتى أتى منزله ؛ فرأى الهدايا التي أعد لخالد ؛ فتحدث معه ساعة ، ثم قال له : (( إن منزلنا أحضرُ عدة ؛ وأنت مسافر ، ونحن مقيمون ؛ فأقسمت عليك لما قمت معي إلى المنزل ، وجعلت لنا من هذه الهدايا نصيباً )) فقام معه وقال : (( خذ منها ما أحببت )) ، وأمر بها وحولت إلى منزله كلها ؛ وجعل الرجل يستحي أن يمنعه منها شيئاً ، حتى صار إلى المنزل ؛ فدعا بالغداء ، فتغدوا ؛ وأمر بالهدايا ، ففتحت ، وأكل منها ومن حضرهُ ؛ ثم أمر ببقيتها ترفع إلى خزانته ؛ وقام الناسُ . ثم أقبل على الرجل ، فقال : (( أنا أولى بك من خالد ، وأقرب إليك رحماً ومنزلاً ؛ وهاهنا مال للغارمين ، أنت أولى الناس به ، ليس لأحد فيه منةّ إلا لله ، تقضى به دينك )) ، ثم دعا بكيسٍ فيه ثلاثةُ آلاف دينار ؛ فدفعه إليه وقال : (( قد قرب الله عليك الخطو ، فانصرف إلى أهلك مصاحباً محفوظاً )) فقام الرجل من عنده ، يدعو له ويشكر ؛ فلم تكن له همة إلا الرجوع إلى أهله ؛ وانطلق الحكم معه يشيعه ؛ فسار معه شيئاً ، ثم قال له : كأني بزوجتك قد قالت لك : أين طرائف العراق : بزها وخزها وعراضاتها ؟ أما لنا معك نصيب ؟ ، ثم أخرج صرة قد حملها معه ، فيها خمسمائة دينار : قال : (( أقسمت عليك ألا جعلت هذه لها ، عوضاً من هدايا العراق )) ، وودعه وانصرف .
وأخبرنا مصعب قال : أخبرني بهذا الحديث مصعب بن عثمان عن نوفل بن عمارة ، وقال مصعب بن عثمان : جدت بنوفل أن يخبرني بالرجل ؛ فأبى وكان الحكم بن المطلب من أبر الناس بأبيه ؛ وكان أبوه المطلب بن عبد الله يحب أبناً له يقال له الحارث حباً شديداً مفرطاً . وكانت بالمدينة جارية مشهورة بالجمال والفراهة ؛ فاشتراها الحكم بن المطلب من أهلها بمال كبير ؛ فقال له أهلها وكانت مولدة عندهم : (( دعها عندنا حتى نصلح من أمرها ، ثم نزفها إليك بما تستأهل الجارية منا : فإنما هي لنا ولد )) فتركها عندهم حتى جهزوها ، وبيتوها ، وفرشوا لها ، ثم نقلوها كما تزف العروس إلى زوجها . وتهيأ الحكم بأجمل ثيابه وتطيب ، ثم انطلق ؛ فبدأ بأبيه ليراه في تلك الهيئة ، ويدعو له تبركاً بدعاء أبيه ، حتى دخل عليه ، وعنده ولده الحارث بن المطلب ؛ فلما رآه في تلك الهيئة ، أقبل أبوه ، فقال : (( إن لى إليك حاجة ، فما تقول؟ قال: يابت انما انا عبدك فمر بما احببت، قال : تهب جاريتك للحارث أخيك ، وتعطيه ثيابك التي عليك ، وتطيبه من طيبك وتدعه حتى يدخل على تلك الجارية . فإني لاأشك أن نفسه قد تاقت إليها ! )) فقال الحارث : (( لم تكدر على أخي وتفسد قلبه على ؟ )) وذهب ، يريد أن يحلف ؛ فبادره الحكم ، فقال : (( هي حرة إن لم تفعل ما امرك أبي ، فإني قرة عينيه أسر إلى من هذه الجارية )) وخلع ثيابه ، فألبسه إياها ، وطيبه من طيبه وخلاه ؛ فذهب إليها .
وكان الحكم بعد حالته هذه ، قد تخلى من الدنيا ، ولزم الثغور ، حتى مات بالشام . وأمه : السيدة بنت جابر بن الأسود بن عوف الزهري.
15 ـ الشيخ حمود بن جسار ( من علماء القرن الثالث عشر الهجري ):
الشيخ حمود بن جسار وآل جسار من قبيلة بني خالد، ولد المترجم له في بلد الزبير ، ونشأ فيه وطلب العلم على علمائه ، كالشيخ محمد بن سلوم وابنيه عبد الرزاق وعبد اللطيف ، والشيخ محمد بن حمد الهديبي وغيرهم ، فصار من علماء الزبير البارزين .
وكان له دور في تهدئة حملة ( خورشيد باشا ) القائد التركي في الحملة العسكرية التي شنها على بلدان نجد ، ثم قصد بلد الزبير . وقد تولى المترجم القضاء في بلد الزبير عام 1255هـ ، وكان العراق في تلك الزمن لايستطيع أن يحكم نفسه بنفسه ، وهو مهدد بالغزو الفارسي ، فرغب القائد ( خورشيد باشا ) الإستيلاء عليه ، لتكون حمايته بدولة سنية ، وتحت ولاية خلافة سلطانية ، فتم له ما أراد ، وبقيت الدولة العثمانية حتى ضعفت هي الأخرى ، وجاء الأستعمار الغربي فاستولى على البلاد .
ولا يعرف تاريخ وفاة المترجم ، فلا نعلم كم بقاؤه بعد ولايته القضاء عام 1255هـ . رحمه الله تعالى
16 ـ الشيخ حمد بن سليمان بن سعود بن بليهد ( 1280 هـ ـ 1360 هـ ) :
الشيخ حمد بن سليمان بن سعود بن محمد بن عبد الله بن سليمان بن عثمان بن بليهد بن عبد الله بن فوزان بن محمد بن عائد عثمان .
وآل بليهد من آل سيار ، المسمون ( السيايرة ) كان بطن الدعوم يقيمون في بلدهم القصب ، من بلدان الوشم ، فعلى أثر فتن وزيادة نموٍ في السكان في بلدهم انتقل ( عثمان ) ـ من أجداد المترجم ـ من القصب إلى قرية ( غِسلة ) بغين معجمة مكسورة ، من بلدان القرائن في الوشم ، فأقام فيها ، واتخذها وذريته موطناً لهم ، وكان جد المترجم ( سعود ) من طلاب العلم المدركين ، فعينه الإمام تركي بن عبد الله آل سعود قاضياً في ( عيون الجواء ) ـ احدى بلدان القصيم الشمالية ـ فاستقر فيها واستوطنها .
ولد المترجم في ( القرعاء ) حيث يقيم أبوه ، عام 1280هـ ، ونشأ في هذه القرية وأخذ فيها مبادئ القراءة والكتابة ، ثم شرع في القراءة على والده في مختصرات التوحيد والحديث والفقه وغيرها ، كما قرأ على أخيه الشيخ عبد الله بن بليهد .
ولما نمت معلوماته أحب مواصلة الدراسة ، فسافر إلى الرياض ، فقرأ على الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وغيره من علماء الرياض فأدرك في العلوم الشرعية والعلوم العربية والتاريخية وغيرها ، فرشحه أخوه وشيخه الشيخ محمد بن إبراهيم للقضاء ، فعينه الملك عبد العزيز قاضياً في بلدة البكيرية ، فاستقام فيها ، واتخذها موطناً له .
ومع القضاء والقيام بشؤون البلدة الدينية ، فقد فتح حلقة كبيرة للتدريس ، فحف به الطلاب وكثروا عنده ، واستفادوا منه لملازمتهم له ولحرصه على الوقت وحسن تعليمه ، فكان من تلاميذه المشهورين المدركين :
1 ـ الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن سبيل .
2 ـ الشيخ محمد الصالح الخزيم .
3 ـ الشيخ سليمان الصالح الخزيم .
4 ـ الشيخ محمد العبد الرحمن الخزيم .
5 ـ الشيخ محمد الناصر الخزيم .
6 ـ الشيخ إبراهيم الراشد الحديثي .
7 ـ الشيخ صالح الراشد الحديثي .
8 ـ الشيخ عبد الله الراشد الحديثي .
9 ـ الشيخ عبد الرحمن المحمد المقوشي .
10 ـ الشيخ عبد الرحمن السالم الكريديس .
11 ـ الشيخ محمد العبد الله الخليفي .
12 ـ الشيخ صالح المحمد الشاوي .
13 ـ الشيخ صالح السلطان .
14 : الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل .
15 : الشيخ عبد العزيز الخضيري .
16 : الشيخ عبد الله المحمد الخليفي .
. . وغيرهم ،،،،
وكان يجلس في جامع البكرية للتدريس بعد صلاة الصبح بالنحو ، وبعد طلعة الشمس بالعلوم الشرعية في التوحيد والحديث والنحو ، ويستمر الدرس إلى ارتفاع النهار .
وبعد صلاة الظهر إلى قرب العصر ، وبعد العصر قراءة عامة للمصلين ، فقد كان أغلب وقته بالتدريس والوعظ والإرشاد ، وهو القائم بإمامة الجامع والخطابة فيه في الجمع والأعياد .
ومــــا زال على هذه الحال الحميدة ، والسيرة المجيدة حتى وافاه أجله في عام 1360 هـ . رحمه الله تعالى .
17 ـ حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي ، المنيعي الرئيس ، أبو علي .
كان شبابه يجمع بين الزهد والتجارة حتى ساد أهلا زمانه ، ثم ترك ذلك وأقبل على العبادة ، والزهد ، والبر ، والصلة ، والصدقة ، بناء المساجد ، والرباطات ، والقناطر ، وبني الجامع ببلده : مرو الروذ ويعرف باسم الجامع المنيعي . وكان السلطان يجيئ إليه . وكان ينصب القدور كل يوم ويطبخ ، ويحضر أمناناً من الخبز يومياً ، ويجمع الفقراء ويفرقها عليهم ، ويوصل عليهم صدقة السر بحيث لا يعلم أحد .
كان شبابه يجمع بين الزهد والتجارة حتى ساد أهلا زمانه ، ثم ترك ذلك وأقبل على العبادة ، والزهد ، والبر ، والصلة ، والصدقة ، بناء المساجد ، والرباطات ، والقناطر ، وبني الجامع ببلده : مرو الروذ ويعرف باسم الجامع المنيعي . وكان السلطان يجيئ إليه . وكان ينصب القدور كل يوم ويطبخ ، ويحضر أمناناً من الخبز يومياً ، ويجمع الفقراء ويفرقها عليهم ، ويوصل عليهم صدقة السر بحيث لا يعلم أحد .
وكان رحمه الله يتعهد المنقطعين في الزوايا ، ويتخذ كل سنة للشتاء الجباب والقمص والسراويل فيكسو قريباً من ألف فقير ، ويجهز بنات الفقراء الأيتام ، واستمر في فعل الخيرات والعبادة حتى توفي في ذي القعدة سنة 463 هـ .
18 ـ خالد بن سليمان بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد رضي الله عنه، يلقب لجوده بالسحاب . وحفيدته : سعديه المخزوميه بنت الأمير : عبد الرحمن المخزومي صاحب نجد ، والدة الشريف محمد سراج الدين بن عبد الله الرفاعي المتوفي سنة 885 هـ .
ينتهي إليه نسب ( آل خالد ) و( السحبان ) من بني خالد حيث ينسب آل خالد لاسمه ، وينسب ( السحبان ) للقبه .
19 ـ وخالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي .
شاعر قدم دمشق مجتازاً إلى حمص وعاد إلى المدينة ، وكان والده عبد الرحمن بأرض الروم سنة 46 هـ ثم قدم حمص قافلاً ، فدس إليه ابن أثال بعض المماليك فسقاه شربة مات منها بحمص ، وكان ابن أثال أركوناً من أراكنة النصاري عظيماً ، فاعترض له خالد فضربه بالسيف فقتله ، فدفع إلى معاوية فحبسه أياماً وأغرمه ديته ولم يقتده منه وخرج خالد إلى المدينة ثم رجع بعد ، وقال حين ضربه :
أنا ابن سـيف الله فاعـرفـونـي
| ||
ولـم يبق إلا حسبي وديني
| ||
وصارم أصــابـــه يمينـي
| ||
وخالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد هذا هو الذي ينتهي إليه نسب آل خالد الذين منهم آل حميد الذين منهم آل عريعر .
20 ـ خالد بن مهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي :
أمه مريم بنت لجاً بن عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة .
كان على مذهب أبيه المهاجر هاشمي النزعة . روي عن ابن عباس وعن أبي عمرة . وروي عنه الزهري ، محمد بن أبي يحيى .
كان شاعراً . وقد قال في قتل الحسين بن علي مخاطباً بني أمية :
أبني أمية هل علمتم أنني
| ||
أصيت ما بالطف من قبر
| ||
صب الإله عليكم عصباً
| ||
أبناء جيش الفتح أو بدر
| ||
وقال أيضاً حين خالف ابن الزبير يزيد بن معاوية ، ونصب له يزيد :
ألا ليتني إن أسـتحل محارماً
| ||
بمكة قامـت قبل ذاك قيامتــي
| ||
وإن قتل العواد بـالليـل أصبحت
| ||
ينادي على قبر من الهام هامتي
| ||
فإن يقتلوا بهـا وإن كنت محرماً
| ||
وجدك أشدد فـوق رأسي عمامتي
| ||
بنو عصبـة للـه بالديـن قـوموا
| ||
عصا الدين بالإسلام حتى استقامت
| ||
وقال حين أحمع يزيد القتال مع ابن الزبير :
تقول ابنة العم : هل أنت مشئم
| ||
مع الركب أم أنت العشية معرق
| ||
فقلت لها : مروان همـي لقاؤه
| ||
بجيش عليـه عــارض متألـق
| ||
يقودهم سمح السجيــة باسقٍ
| ||
يسـر وأحياناً يســـوء فيحنق
| ||
أخـو نجدات مـا يـزال مقاتــــلاً
| ||
عن الـديـن حتى جلده يتخـــرق
| ||
روى عن عمر بن الخطاب . رضي الله عنه . أنه قال عن تزوج بنت عشر تسر الناظرين ، وعن تزوج بنت عشرين لذة للعانقين ، وبنت ثلاثين يسمن ويلين ، وبنت أربعين ذات بنات وبنين ، وابنة الخمسين عجوز في الغابرين ** .
21 ـ خالد بن المهاجر بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد :
ذكره ابن حزم في ( جمهرة أنساب العرب ) عند ذكره لبعض ذرية خالد بن الوليد . رضي الله عنه .
وذكر أنه روي عنه الزهري . والصحيح أن الذي روى عنه الزهري هو : خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد صاحب الترجمة السابقة .
22 ـ خديجة بنت موسى الخالدي :
كانت السيدة خديجة الخالدي . رحمها الله . قد تبرعت بالمال الذي أنشأ به أبنها . المشهور . الشيخ : راغب الخالدي ( المكتبة الخالدية ) في حي السلسلة بالقدس ، وكان عام 1900م .
وتضم هذه المكتبة 12000 كتاب ، باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والتركية .
وقد ذكر الأستاذ : فواز بن سعيد بن محمد بن مصطفى بن ناصر بن محمد الخالدي بأن هذه المكتبة من أكبر وأهم المكتبات في القدس ، وأنها تضم كتباً ومخطوطات نادرة ، وأنها محل اهتمام آل الخالدي بالرعاية والتطوير ، والتزويد بما يجد من كتب في شتى العلوم والفنون بجميع اللغات .
23 ـ ذهلان بن عبد الله بن ذهلان . والده الشيخ عبد الله بن محمد بن ذهلان ، كان فقيهاً قاضياً للرياض ، وابنه : أحمد : صاحب الترجمة السابقة بحرف الألف . يتصل نسبه بالصحابي الجليل : خالد بن الوليد . رضي الله عنه . فآل ذهلان من السحبان من بني خالد . كما جاء في ترجمة والده عبد الله في حرف العين . وقد سمي السحبان بهذا الأسم ؛ لأنه ينتهي نسبهم إلى جدهم الملقب بالسحاب لجوده وهو : خالد بن سليمان بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد .
24 ـ الشيخ سليمان بن محمد بن طويان ( 1327 هـ ـ 1359 هـ ) :
الشيخ سليمان بن محمد بن طويان ولد في بريدة عام 1327 هـ وتعلم القراءة والكتابة وأجادهما ، ثم بدأ يطلب العلم على العلماء فأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم والشيخ عمر بن محمد بن سليم ، والشيخ عبد العزيز العبادي ، وانقطع للطلب ، ولازم مشايخه وطلبة العلم الذين هم فوق مستواه كالشيخ محمد العجاجي ، وآل عبيد وغيرهم ، فاستفاد وأفاد .
ثم عين إماماً ومرشداً في ( هجرة بيضاء نثيل ) بترشيح من شيخه الشيخ عمر ، وكانت هذه الهجرة مهمة في ذلك الوقت .
وكان المترجم يحب البحث والمذاكرة ويحرص على ذلك ، وقد حضرت بعض هذه المجالس بمعية الشيخ محمد بن صالح بن سليم والشيخ علي المحمد المطلق .
وكان له اليد الطولى بعلم الفرائض واللغة العربية ، وكان بينه وبين الشيخ علي المحمد المطلق مدارس في ( البيان في أقسام القرآن ) فكان يتكلم كلاماً حسناً جيداً ، وكان كريماً على قلة ذات اليد ، باراً بوالديه .
وقد توفي عام 1359 هـ رحمه الله تعالى . نقلاً من تراجم الأستاذ صالح العمري .
25 ـ سعدية المخزومية :
وهي سعدية بنت الأمير عبد الرحمن المخزومي ـ صاحب نجد ـ ابن خالد بن سليمان بن أبي المعالي بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد سيف الله ورسوله ابن الوليد . والدة الشريف الشيخ : محمد بن عبد الله بن محمد الرفاعي المولود سنة 793 هـ الموافق 1391م المتوفي سنة 885هـ الموافق 1480م .
26ـ الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد المشعلي ( 1301 هـ ـ 1376هـ ) :
الشيخ سليمـان بــــن عبـــد الله بــــن محمد بن إبراهيم المشعلي ، وأسرة آل المشعلي ترجع إلى قبيلة بني خالد ، وهذه الأسرة أصلها من بلدة حرمة في منطقة سدير ، ومنها تفرقت في بلدان نجد ، فقدم جد المترجم من حرمة في آخر القرن الثالث عشر إلى القصيم ، واستوطن ( خب الحلوة ) قرية من أعمال بريدة ، فولد المترجم في هذه القرية عام 1301 هـ .
وتوفي والده وله من العمر ثمان سنين فكفلته والدته فأدخلته كتاب هذه القرية ( خب الحلوة ) ، فحفظ فيه القرآن الكريم .
وفي العاشر من عمره أصيب بمرض الجدري ، فذهب بصره ، ولكن ذلك لم يمنعه من مواصلة القراءة في كتابه ، فحفظ فيه القرآن الكريم .
ولما بلغ سن الشباب سمع عن الشيخ عبد الله بن دخيل في بلدة المذنب ، وتفرغه لتدريس الطلبة ، وإقبالهم عليه ، فانتقل إلى المذنب وقرأ عليه .
وكان من زملائه في هذه الدراسة العلامة الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع مدير المعارف سابقاً ، وكان الشيخ ابن مانع يثني على المترجم ويصفه بالذكاء والجد والإجتهاد ، وكانا في السن متقاربين .
ثم عاد إلى بريدة فقرأ على الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم ، وكان من زملائه في هذه القراءة ابنا شيخه وهما عبد الله بن محمد وعمر بن محمد بن سليم ، فحصل المترجم وأدرك من قراءته على هذين الشيخين .
ثم ارتحل إلى الرياض ، وفيه يومئذ الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وأخوه الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف والشيخ محمد بن محمود والشيخ سعد بن عتيق والشيخ حمد بن فارس ، وكل واحد منهم عالم ، ولكنه متخصص بفرع من فروع العلم ، فقرأ عليهم واستفاد منهم في التوحيد والتفسير والحديث والفقه والفرائض والنحو وأصول بعض هذه العلوم ، فأدرك إدراكاً جيداً .
وكان من زملائه في هذه الدراسة الشيخ محمد بن إبراهيم الذي صار فيما بعد رئيساً للقضاء .
وكان شيخهم في النحو الشيخ حمد بن فارس يرى في تلميذه محمد بن إبراهيم آل الشيخ العقل والرزانة وجودة الفهم ، وكان يتخيل فيه النجابة ويتفرس فيه أن سيكون رئيس العلماء بعد عمه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف ، وكان يواجه بهذا البيت الذي يرى أنه سيطبق عليه ، وهو من أمثلة النحاة فيقول .
بحلم وعلم ساد فـي قومـه الفتى
| |
وكـــونك إيـاه عـليك يسيـر
|
فصدقت فراسة الشيخ حمد بن فارس فلقد أصبح هو رئيس القضاء ، وهو المفتي العام ، وهو مؤسس المعاهد والكليات ، وهو مؤسس المجلس التأسيسي للرابطة ، وهو مؤسس مدارس البنات ، فلقد صار مرجع المملكة العربية السعودية في أمورها الدينية والعلمية .
أما المترجم فصار من العلماء الكبار والفقهاء المشار إليهم ، وقد عين في قضاء البلدان الآتية : نفي ، ودخنة ، والفوارة ، والشبيكية والمذنب ، والبكيرية .
ولما استقر في مدينة بريدة بعد هذه البلدان صار قضاتها ينيبونه في القضاء إذا سافروا ، فقد أنابه الشيخ عمر بن سليم ثم أنابه الشيخ عبد الله بن حميد في قضاء مدينة بريدة ، وهو مهم جداً .
وكان في قضائه حازماً بعيد النظر ذا فراسة صائبة ، وصارت أحكامه بعون الله تعالى ثم بمواهبه تصدر مطابقة للحق والواقع .
وكان يدرس ويوجه ويرشد في جميع البلدان التي صار عمله فيها ، وكان له صلة قوية ومحبة ومودة مع الشيخ العلامة عبد الرحمن ابن ناصر السعدي ، ويرى أنه العالم الوحيد في قطره ، وأنه صاحب الاطلاع الواسع ، وأنه في ورعه وزهده ، وفي نفعه وإفادته ، من بقايا السلف الصالحين الماضين ، ولذا لما بلغته وفاته تأثر كثيراً وترحم عليه واسترجع وقال : ( إنه نجم أفل ) ولايعرف الفضل إلا أهل الفضل .
وقد توفي المترجم بعد الشيخ عبد الرحمن السعدي بعشرين يوماً فإن وفاة الشيخ السعدي كانت في 23 / 6 / 1376 هـ ووفاة المترجم في 12 / 7 / 1376 هـ رحمهما الله تعالى .
27 ـ سليمان بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي .
يكنى به والده خالد . وأمه كبشة بنت هوذة بن عمرو من ولد رزاح بن ربيعة . وقيل بأن أمه أم أخيه عبد الله : أم تميم بنت الحارث بن جندب بن عوف بن الحارث بن خبيب بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسي وهو ثقيف بن منبه .
كان فارساً مقداماً من الشجعان الصناديد ، الذين لا يشق لهم غبار .
لما رأى منه الكفرة هو ومن معه البسالة نصبوا لهم كميناً ، وأحاط به كردوس من نحو ألفي فارس فعقروا جواده من تحته ، فصار يضرب فيهم بالسيف حتى قطعت يده اليمنى فتناول السيف بيده اليسرى وصار يضرب فيهم بها حتى قطعت فأحاطوا به من كل جانب ، وطعنوه في صدره نحو عشرين طعنة حتى قل حيله وسقط إلى الأرض ، ثم تنفس وقال : ( الساعة تلقى الأحبة ) ولما رآه عبد الله بن المقداد على ذلك المصرع صاح قائلاً : لا حياة بعدك يا أبا محمد والملتقى في جنات عدن .
وقد نعاه عمار بن ياسر . رضي الله عنه . هو وعبد الله بن المقداد ومن مات معهما .
رثاه والده خالد بن الوليد بقصيدة قال فيها :
جرى مدمعـي فوق المحآجر منهمل
| |||
وحر فؤادي من جوى العين يشعل
| |||
وهام فؤاد حين أخبـرت نعيه
| |||
فليت بشير البين لا كان قد وصل
| |||
لقـد ذوب الأحشا وأجرى مدامعي
| |||
صبيباً وعن نـار الفؤاد فلا تسل
| |||
سأبكي عليـه كلمـا أقبــل المسا
| |||
وما ابتسم الصبح المنير وما استهل
| |||
لقــد ذوب الأحشا وأجـرى مدامعي
| |||
صبيباً وعن نـار الفؤاد فلا تسل*
| |||
وكان كريم العـم والخـــال سيداً
| |||
إذا قام سـوق الحرب لايعرف الوجل
| |||
أحاطت بـه خيـــل اللئام بأسرهم
| |||
وقد مكنوا منه المهند والأســــل
| |||
وعيشك تلقاهم صراعـاً علـى الثرى
| |||
عليهم يسوق الوحش والطير محتفل
| |||
فوا أسفا لو أننــي كنت حاضراً
| |||
بأبيض ماضي الحد في الحرب مكتمل
| |||
وحق الذي حجـت قريــش لبيته
| |||
وأرسل طه المصطفى غــاية الأمل
| |||
أقتل منهم في الــوغي ألف سيد
| |||
إذا سلم الرحمن واتسـع الأجــل
| |||
وكان سقوط سليمان بن خالد بن الوليد رضي الله عنه في المعركة في الجزء الأخير من حملة مصر وقد أعقب سليمان بن خالد بن الوليد من الأولاد : محمد وبه يكنى . وإبراهيم . وقد انتشر عقبه في مصر ، ومنهم آل الدماميني ، وسالم . وعبد العزيز .
وقد انتشر أبناء سليمان بن خالد في الشام ومصر ، وأفغانستان وشمال باكستان ويعرفون هناك بالسليمانيين .
28 ـ سليمان بن مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن سيف الله خالد بن الوليد الخالدي المخزومي القرشي، سبط أجل الأمراء الطائيين : فضل بن ربيعة الطائي، نزل والده ( مهنا ) على جده لأمه فضل الطائي قافلاً من نجد مع طائفة من بني مخزوم فأكرم مثواه ، وأعزه ، وزوجه ابنته ( البيضاء ) التي يلقبونها ( الفاطر ) فأنجبت سليمان هذا ، وأخاه عيسى وأخوهما من الأب : مصلت بن مهنا بن فضل الخالدي الذي أمه من بني عم أبيه، وقد انتهت إلى سليمان ، وعيسى إمارة آل فضل ؛ لأن جدهما لأمهما : فضل الطائي لم يكن له سوى ( البيضاء ) ولم يكن إذا ذاك في آل الفضل بن ربيعة من يقوم مقامه ويشاكله في شأنه وعظم بيته ، فتوسم النجدة ، والغيرة وعلو الجانب بمهنا بن فضل الخالدي وزوجه ابنته .
29 ـ سليمان بن موسى بن عبد الله المخزومي .
هو الذي جاء بنو خالد من بيشة إلى وضاخ بقيادته عام 642 هـ .
وبقي بنو خالد المخزوميون . خالد الحجاز . في وضاخ حتى أجلاهم عنها بنو لام فتفرقوا في قرى سدير ، والوشم ، والقصيم ، والأحساء .
30 ـ رشيد الخالدي :
كان من كتاب محكمة القدس الذين أعادهم العثمانيون بعد عودتهم لبيت المقدس عام 1256 هـ . وهو من عائلة آل الخالدي بالقدس التي تنتهي نسبها إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه .
31 ـ الشيخ صالح بن إبراهيم بن محيميد( 1300هـ ـ 1370هـ ):
الشيخ صالح بن إبراهيم بن محيميد ولد في خب البصر من ضواحي بريدة عام 1300هـ وتعلم القراءة والكتابة على مقرئ فيه ، ثم بدأ يطلب العلم على العلماء فأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم ، والشيخ عمر بن محمد بن سليم .
وفي الرياض أخذ عن الشيخ محمد بن عبد اللطيف والشيخ صالح بن عبد العزيز ، كما أخذ عن الشيخ محمد المقبل وغيرهم من العلماء حتى أدرك ، وعُد من العلماء، كما سافر إلى الهند فأخذ عن الشيخ شمس الحق وأجازه .
وكان الشيخ عمر بن سليم يخلفه في مسجده إذا غاب ، وقد عين أول ما عين قاضياً في الفوارة من بلدان حرب بالقصيم ، وأمضى فيها مدة طويلة ، وجلس للتدريس في جامعها .
وقرأ عليه عدد غير قليل من الطلبة هناك ، لكن لم تصلنا أسماؤهم عدا عبد الله بن عتقي .
ثم نقل في عام 1369هـ إلى قضاء الحريق ، وتوفي هناك في 19/ 6 عام 1369هـ . رحمه الله تعالى .
32 ـ صائب بن سليم سلام الخالدي :
من عائلة آل الخالدي التي ينحدر منها الشيخ / خليل جواد الخالدي المخزومي . صاحب الترجمة السابقة . التي ينتهي نسبها إلى محمد بن خالد بن الوليد .
رئيس وزراء لبنان السابق وقد رأس جمعية المقاصد الإسلامية ويراسها حالياً ابنه : تمام صائب سليم سلام الخالدي نائب بيروت حالياً أيضاً . ويقيم صائب في الوقت الحاضر أحياناً في جنيف وأحياناً في بيروت .
33ـ الشيخ عبد الرحمن بن سليمان بن عثمان بن بليهد ( 1120هـ تقريباً 1184هـ ):
الشيخ عبد الرحمن بن سليمان بن عثمان بن بليهد ، وآل بليهد عشيرة من آل سيار ( السيايرة ) .
وكان مسكن آل بليهد في بلدة القرائن إحدى بلدان الوشم، ومن هذه البلدة تفرقوا في بلدان نجد ، فكانت أسرة المترجم ممن انتقل إلى المجمعة عاصمة بلدان سدير .
ولد المترجم في ( المجمعة ) في حدود سنة 1120هـ ، وأخذ في صباه مبادئ الكتابة والقراءة ، ثم اشتغل في طلب العلم ، فأخذ عن علماء بلده وغيرهم ، وممن أخذ عنه الشيخ أحمد بن شبانة والشيخ الفرضي محمد بن سلوم .
وبعد إكماله عدة القضاء ، تولى قضاء بلدة المجمعة ، واستمر فيه إلى وفاته عام 1184 هـ . رحمه الله تعالى .
34 ـ عبد الحق مظهر الدين بن محي الدين بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر الحافظ رشيد الدين أحمد بن أبي الجد إبراهيم بن محمد الخالدي المنيعي ، مما جاء في ترجمة والده أنه : يحيى بن إبراهيم بن رشيد الدين أبي الفضائل محمد أحمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن حسان بن محمد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن سيف الله خالد بن الوليد المخزومي .
والمترجم له سبط أمير المؤمنين : المعتصم بالله . وقد سمع من جماعة .
35ـ الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بليهد ( 0000 ــــ 1099 هـ ):
الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن معمر بن بليهد بن عبد الله بن فوزان بن محمد بن عائد بن بليهد بن عثمان ، وآل بليهد عشيرة من آل سيار ، وآل سيار من سكان القصب حتى الآن ، إلا أن عثمان جد آل بليهد انتقل منه ، وسكن قرية ( غِسلة ) إحدى قريتي القرائن ، فسكنها وسكنتها من بعده ذريته حتى الآن ، ونزح بعضهم إلى بعض بلدان نجد وقراه .
ولد المترجم في قرية عشيرته ( غِسلة ) ـــ بكسر الغين المعجمة وسكون السين الهملة ـ من بلدان الوشم ، ونشأ فيها وأخذ مبادئ الكتابة والقراءة ، ثم رغب في العلم فقرأ على علماء عصره وأشهر مشايخه العلامة قاضي الرياض الشيخ عبد الله بن ذهلان فكان زميلاً للشيخ أحمد المنقور في الدرس على هذا العالم .
وقد ذكر المنقور زمالته إياه في تاريخه ، فقال : ( وفي سنة أربعة وتسعين وألف قرأت على الشيخ عبد الله بن ذهلان بحضور عبد الرحمن بن بليهد ) . اهـ .
ولم يزل مجداً في طلب العلم ، حتى أصاب بلدان نجد وباء ذهب فيه خلق كثير ، ومنهم المترجم ، فقد توفي في مكان ولادته ، وذلك عام 1099 هـ . رحمه الله تعالى .
36 ـ عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي، كان يكنى بأبي محمد . أمه ابنة أنس بن مدرك الخثعمي .
كان له صحبة ، ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكره ابن حبان في الثقات روى عنه خالد بن سلمة ، والزهري ، وعمرو بن قيس الشامي ، ويحيى بن أبي عمران الشيباني .
كان شريفاً ، جواداً ، ممدوحاً مطاعاً ، وكان أموي النزعة ، وهو أحد قادة معاوية بن أبي سفيان يوم صفين ، وبعد ذلك عينه معاوية قائداً للصائفة وغزا الروم غير مرة . وكان محبوباً لدى الشاميين حتى أنهم رشحوه لولاية العهد بعد معاوية ـ رضي الله عنه ـ لما عنده من آثار أبيه خالد بن الوليد ، ولغنائه بأرض الروم وبأسه ، فعزله معاوية ونصب مكانه سفيان بن عوف قائداً على الصائفة . وقد كان أحد الذين وزع عليهم والده خالد بن الوليد قيادة الكراديس في معركة اليرموك وعمره إذ ذاك ثمانية عشر عاماً .
وكان له دور كبير في القبض على المنشقين على عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وفي توبتهم وإعلان الطاعة حيث حبسهم ووبخهم وتوعدهم ، وقيل بأنه لو كان كل المسلمين كعبد الرحمن بن الوليد في حزمه قبل أن تستفحل الفتنة ويفلت الزمام من أيدي العقلاء لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه .
كان كعب بن جعيل مداحاً لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، وقيل بأن معاوية بن أبي سفيان قال لكعب بن جعيل بعد موت عبد الرحمن : ( ليس للشاعر عهد ! كان عبد الرحمن لك صديقاً ، فلما مات نسيته ! ) فقال كعب : ما فعلت ولقد قلت فيه بعد موته :
ألا تبكي وما ظلمت قـريـش
| |
بـــأعوال البكـاء عـلى فتاهـــا
| |
فلـو سـئلت دمشـق وبـعلبـك
| |
وحـمص مــن أبـاح لها حماهــا
| |
فـسيف اللـه أدخلها المنـايا
| |
وهـدم حصنهـــا وحــوى قراهــا
| |
وأنزلها معاويـة بـن حـرب
| |
وكــانـت أرضه أرضـا سواهــــا
|
وقال فيه أيضاً :
إننـي والـذي أجار بـفضــل
| |
يـــوسف الجب مــن بني يعقوب
| |
والمصلين يـوم خضب الهدايــا
| |
بـدم مــن نحورهــــم صبيب
| |
لأصيبـن كا شحيك مـــن النـا
| |
س بــــوسم على الأنوف علوب
| |
واجـد فـــي كل يـوم ثواء
| |
يـــونق الأذن من محلى قشيب
| |
كيف أنسـى أيام جئتـــك فراداً
| |
مضمـراً سبـــــل راهب مرعوب
| |
اخرق الجند والمدائن حتــــى
| |
صـرت في مـــنزل القريب الحبيب
| |
عند عبد الرحمن ذي الحسب العـ
| |
د** ومـــأوى الطريــد المحروب
|
وقال فيه أيضاً
أبوك الذي قاد الجيوش مغرباً
| |
إلى الـروم لما أعطت الخرج فارس
| |
وكم من فتى نبهته بـعد هجعةٍ
| |
بقرع اللجام وهــــو أكتع ناعس
| |
وما يـستوي الصفـان لخالــد
| |
وصـف عليــه من دمشق البرانس
| |
ولم يبق تحت الحـزم إلا أجنة
| |
ولا مــن هـــــواديهن إلا الكرادس*
|
توفي المترجم له رحمه الله في سنة 46 هـ وقيل سنة 49 هـ . وقيل بأنه توفي بعد هذا التاريخ ، ومبنى هذا القول ما جاء من أن معاوية ـ رضي الله عنه ـ عد حملة ثانية تستهدف الإستيلاء على عاصمة البيزنطيين بقيادة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد سنة 53 هـ . 673 م يؤازرها أسطول بحري وذلك عندما أرادت الامبراطورية إعادة تنظيمها ، وتدعيم البنود أو الأقاليم البحرية .
37 ـ عبد الرحمن بن محمد بن ذهلان ، من السحوب ( السحبان ) من بني خالد ، أخو الشيخ عبد الله بن ذهلان يتصل نسبه بالصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه.
والسحاب من المذكور هو / خالد بن سليمان بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد .
والمترجم له عالم ، فقيه ، مات هو وأخوه عبد الله في الطاعون في يوم واحد في 9 من ذي الحجة سنة 1099 هـ .
38 ـ عبد الرحمن بن يوسف بن محمد علي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن ملا حسن الخالدي المخزومي ، ينتهي نسبه إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه وقد اشتهر بالخالدي .
الإمام القدوة ، المتفنن بأنواع من فنون العلم ، التبحر في العلوم الشرعية العلامة الجامع لصفات العلم النافع ، والورع ، والتقوى والإخلاص لرب العالمين المعروف بـ ( سلطان العلماء ) ، وقد نال هذا اللقب عن جدارة واستحقاق .
قيل بأنه لايوجد عالم في ديار أهل السنة من فارس إلا وهو تلميذه وإما بواسطة وإما بلا واسطة .
أسس المترجم له المدرسة الرحمانية في ( بستك ) سنة 1310هـ وتخرج منها علماء فحول في جميع العلوم ، ثم نقل تلك المدرسة إلى ( لنجة ) سنة 1333 هـ وتخرج منها مئات من أكابر العلماء .
ولد المترجم له في منطقة بستك عام 1293هـ . ونهل العلم منذ أول صباه في قرية من قراها تسمى : ( كوهج ) هي مهد العلم والتعليم في تلك الديار ، ثم رحل رحلة علمية تذكر برحلات السلف الصالح فذهب إلى الهند ، وكشمير ، ومكة ، والمدينة ، والإحساء ، ثم قصد مصر وارتوى مدة من علوم الأزهر حتى تضلع ورجع عالماً جليلاً فعين مدرساً في مدرسة بستك الشرعية ، ونشر العلم على أحسن وجه وفي عام 1326 هـ هوجمت ( بستك ) من قبل متعصبة العجم ، فهاجر إلى ( لنجة ) واتخذها مسكناً له . وبنى مسجداً قرب منزله ، وسهر على تعليم الناس حسبة لوجه الله تعالى ، ووعظ وأرشد ، حتى انتفع به خلق كثير ، وألف عدة كتب في العلوم الشرعية ، واستمر على هذا الدأب حتى توفي بلنجة في الرابع من شهر محرم سنة 1360 هـ بعد أن قضى عمره في خدمة الإسلام والمسلمين . تغمده برحمته .
39ـ الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن سليمان بن بليهد ( 1330هـ تقريباً ـ أواخر القرن الرابع عشر الهجري ) :
الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن سليمان بن بليهد الخالدي .
قال الأستاذ صالح العمري : ولد المترجم في ( بريدة ) عام 1330هـ تقريباً ونشأ في أحضان والده ، وتعلم القراءة والكتابة وقد رافقه إلى البكيرية والرس عندما عين قاضياً فيهما ، وهو في سن الطفولة ، ثم رافقه إلى حائل عندما عين والده قاضياً ، ثم رافقه إلى مكة عندما عين رئيساً للقضاء ولم ينقطع عنه .
وكان يقرأ عليه ويسمع كلامه ويعيه ، ويتحدث به فيما بعد مما يدل على تأثره به وكان في خدمة والده حتى عام 1353 هـ عندما رغب في العلم ورغبه والده بذلك ، فترك البقاء مع والده ، وانقطع للدرس والتحصيل ، ولازم العلامة الشيخ عمر بن محمد بن سليم في بريدة قرابة خمس سنوات ، كما لازم الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي وغيرهم من علماء بريدة .
وفي آخر عام 1358 هـ سافر إلى حائل لزيارة والده بعد أن تزود من العلوم في بريدة ، فوجد أن والده في حائل قد ثقل ، وصار في حاجة إلى الخدمة ، فبقي عنده في حائل حتى سافر والده للعلاج بالطائف ، وكان طول هذه المدة يقرأ على والده ويستفيد منه ، ولما توفي والده انشغل بأمور إخوانه ، فانقطع عن الدراسة ، ولكن فكره كان معها .
وفي عام 1376 هـ رشحته مديراً لدار التربية بحائل عندما كنت مديراً عاما للرعاية الأجتماعية ، فأدار عمله بهمة ونشاط وإخلاص وكان رحمه الله رجلاً ذكياً متواضعاً ، كثير الحياء منذ عرفته في عام 1354هـ وحتى توفي ، كما رافقني في السفر ، فرأيته محافظاً على النوافل والسنن والرواتب في الليل والنهار .
ثم إنه انتسب إلى المعاهد العلمية ، فأخذ شهادتها الثانوية ، ثم انتسب لكلية الشريعة فأخذ شهادتها بجدارة ، وذلك لما عنده من رصيد من العلوم التي تلقاها عن والده ، وعن الشيخين عمر بن سليم وعبد العزيز العبادي وغيرهم .
ولما تخرج من كلية الشريعة عين مديراً للمعهد العلمي بالرس وقد باشر عمله هناك ، واستمر عاماً أو أكثر ، وكان في طريقه للرس ليلاً فاصطدمت سيارته بسيارة قلاب فتوفي رحمه الله على إثرها ، وكان معه الشيخ محمد العبد العزيز السعود بن بليهد فتوفي معه . رحمهما الله .
40ـ الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن محيميد ( 1333 هـ ـ 1394 هـ ) :
الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن محيميد ـ على صيغة تصغير محمد ـ وآل محيميد أسرة من قبيلة بني خالد .
ولد المترجم عام ( 1333 هـ ) في قرية البصر إحدى قرى الخبوب التابعة لمدينة بريدة ، فهذه القرية من ضواحي القصيم ، وقد تعلم القراءة والكتابة في كتاب قريته .
فلما شب ذهب إلى بريدة لطلب العلم ، فقرأ على كلٍ من :
1 ـ الشيخ محمد بن مقبل بن علي آل مقبل .
2 ـ الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم .
3 ـ الشيخ عمر بن محمد بن سليم .
4 ـ الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي .
ثم سافر إلى المدينة النبوية ، فقرأ على :
5 ـ الشيخ سليمان بن عبد الرحمن العمري .
6 ـ الشيخ صالح بن عبد الله الزغيبي .
ولما أدرك من العلوم ذلك الإدراك الجيد ، عين قاضياً فتنقل في عدة مناصب قضائية آخرها رئاسة محاكم المنطقة الشرقية ، ومازال في أعماله حتى توفي عام 1394 هـ رحمه الله تعالى .
41 ـ عبد الرزاق بن حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي .
كان فقيهاً فاضلاً ورئيساً محتشماً ، نشأ في حجر الرئاسة وتربى في الحشمة والثروة ، تفقه على القاضي أبي علي الحسين بن محمد المروزي ، وتخرج به ، وعلق عنه المذهب ، سمع ببلده أباه وأستاذه وأبا سهل الرحموني ، وبسرخس أبا منصور محمد بن عبد الملك المظفري ، وبنيسابور أبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي وببسطام أبا الفضل محمد بن علي بن أحمد السهلكي ، وبهمدان أبا طاهر أحمد بن عبد الرحمن الصائغ ، وببغداد أبا الحسن أحمد بن محمد بن النقور البزاز ، وبالكوفة أبا الفرج محمد بن أحمد بن علان الشاهد ، وبمكة أبا علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي ، وجماعة كثيرة من هذه الطبقة .
سمع منه محمد بن منصور التميمي السمعاني الكثير ، وروى لعبد الكريم بن محمد السمعاني عنه أبو شحمة السنجي بمرو ، وعبد الرحمن التميمي بمروالروذ وأبو الفضل بن السراف ببنج ديه ، وأبو الفتوح السره مرد بسرخس ، وإسماعيل العصائدي بنيسابور ، وأبو الفتوح الجبزي ببلخ ، وعمر بن علي البجيري بنوقان ، وأبو بكر بن الفضل المهرجاني باسفراين ، والفضل بن يحيى القاضي بهراة ، وجماعة كثيرة غير من ذكروا . وكان إماماً بجامع والده بنيسابور ودرس به ، وحدث وأملى ، وصار رئيس نيسابور .
كانت ولادته سنة 412 هـ وتوفي في ذي القعدة سنة 491 هـ بمرو الروذ .
42 ـ عبد العزيز بن أحمد بن ذهلان بن عبد الله بن محمد بن ذهلان .
والده الشيخ الفاضل ، االعالم ، الفقيه : أحمد بن ذهلان صاحب الترجمة السابقة بحرف الألف ، يتصل نسبه بالصحابي الخليل : خالد بن الوليد . رضي الله عنه . وكان مفتياً وقاضياً للرياض .
وجده : عبد الله بن محمد بن ذهلان من السحوب ( السحبان ) من بني خالد له ترجمة بحرف العين .
43 ـ عبد العزيز بن صالح العلجي "نقلاًعن كتاب الاختيارات الزبنية":
هو الشيخ عبد العزيز بن صالح بن عبد العزيز العلجي ، وأصل نسبه من قريش ، ونسبته لقريش من نسبة بني خالد لخالد بن الوليد المخزومي القرشي ، لأن العلجان من بني خالد ( خالد الحجاز ).
ولد بمدينة الأحساء ، ولايعرف تاريخ مولده تدقيقاً ، وأنما يقول الثقات من تلاميذه إنه بين سنتي 85 ـ 1290هـ .
وحفظ القرآن الكريم ، وتعلم الكتابة والقراءة ، ومبادئ العربية والفقه ، وأراد أن يخوض غمرات الحياة ، فاشتغل في التجارة بين الكويت والأحساء وكان أول أمره يتجر برأس مال بسيط ، أعطاه له الشيخ أحمد ن دلموك ليعمل فيه والربح كله له ، ولكن يبدو أن جده في التجارة كان عاثراً ، فلم يكن موفقاً .
وفي تلك الظروف العصيبة ، رأى في منامه أنه على سيف البحر في دبي في وقت الجزر ، وهو يلتمس نطافاً على الساحل ليتوضأ ، وقد كرب لضيق الوقت ، ثم رأى كأنه في داره على البئر ، وأمامه جاره وإسمه : ابن خير الله أو ابن عطاء الله فأول هذا في نفسه على أن البئر هو كنز العلم ، وأن ابن خير الله أو ابن عطاء الله إنما هو عطاء من الله وخير ، وتواترت عليه بعد ذلك المؤثرات من رؤى وخواطر فاتجه إلى العلم بنفس مشوقة ، وهمة فتية .
وقد تتلمذ على عدد من علماء الأحساء ، أذكر منهم :
الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف آل مبارك ، المتوفي سنة 1351هـ ، قرأ عليه فقه المالكية .
الشيخ علي بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل مبارك ، المتوفي سنة 1362هـ .
الشيخ عيسى بن عكاش ، المتوفي سنة 1338هـ ، أو سنة 1339هـ .
الشيخ عبد الغزيز بن حمد آل مبارك ، المتوفي سنة 1356هـ .
أحمد عزة العمري .
الشيخ البشاري ، وكان قاضياً بالأحساء .
وبعد أن تفرغ للدراسة والطلب ، رأى مسجداً ليس عليه وقف اسمه مسجد آل بداح وهو في الحزم بالرفعة ، فأقام الصلاة فيه وسعى له في بعض أوقاف ، كان هو السبب في شرائها ، وتعمير المسجد من خيراتها ، واتخذه له مأوى طيلة النهار من الظهر إلى المغرب.
ويحكى أنه كان يجيد حفظ القرآن ومتن الخليل في فقه المالكية .
وقد تزوج زوجتين ، وأنجب ولداً وثلاث بنات ، وسكن في أول عمره بالرفعة وعندما نزلت أسرة آل مبارك الصالحية بعد تخطيطها كان في بعض أسفاره فلما رجع التمس منزلاً بجوار آل مبارك ، وبالأخص شيخه الشيخ إبراهيم السالف الذكر.
ويحدثنا علماء الأحساء عنه فيقولون : كان الشيخ العلجي صادق اللهجة على قدم من التقوى والصدق ، عظيم المراقبة ، شديد الغيرة ، صداعاً بالحق ، لا تأخذه في الله لومة لائم .
وكان لا يأتي الأمراء ولا يدخل عليهم ، وإنما يبعث لهم بالنصائح نظماً ونثراً وقد يدخل على بعض الأمراء لمهم ديني ، أو مصلحة عامة . وللشيخ مع السيد طالب مواقف.
وكان الشيخ متجرداً عن الدنيا ، مشتغلاً بالعلم والعمل ، يصوم يوماً ويفطر يوماً من صغره ، وكان يختم القرآن في قيامه بالليل كل جمعة ، بينما كانت تشغله مجالس التدريس بالنهار في مسجده ، وكان إذا ذهب لصلاة الفجر لا يرجع إلا بعد المغرب في يوم فطره ، وقبل المغرب للإفطار في يوم صومه ، وكان يشغل ما بين الظهر والعصر بمراجعة محفوظاته ، وبعد العصر إلى المغرب بالتعليم .
ولعل سائلاً يسأل : كيف يتسنى لمثل هذا الرجل المنصرف عن الدنيا المكب على التعليم والعبادة ، أن يجد من وسائل الحياة ما يعينه على أمره ، والحقيقة أنه كان يعيش على صلات تأتيه من بعض أهل الفضل من دبي والكويت ، وقد رأى هؤلاء أن العلم يستحق أن يكرم ، وأن الفضل يجب أن يعترف به ، فلم يبخلوا بما يكفل هذا السبيل .
وقد تتلمذ على الشيخ من آل مبارك :
الشيخ عبد العزيز بن عبد اللطيف .
الشيخ عبد الله بن عبد العزيز .
الشيخ محمد بن إبراهيم .
الشيخ مبارك بن الشيخ عبد اللطيف .
الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف بن عبد الله .
الشيخ عبد الرحمن بن علي .
الشيخ محمد بن أحمد .
الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز .
الشيخ أحمد بن الشيخ عبد العزيز .
الشيخ يوسف الراشد .
ومن غير آل مبارك :
الشيخ محمد بن أبي بكر ، وأخوه أحمد وعبد الرحمن الملا .
الشيخ محمد بن أحمد آل عبد اللطيف ، قاضي المستعجلة بالأحساء .
الشيخ عبد اللطيف بن أحمد آل عبد اللطيف ، قاضي الجبيل سابقاً .
الشيخ عبد الله الخطيب الجعفري .
وكثير من أهل الكويت ؛ منهم :
الشيخ إبراهيم بن أحمد الجغيمان .
ومن الكويت :
القاضي الشيخ عطية . الشيخ عبد الرحمن بن حسن ، نزيل الأحساء سابقاً .
الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري ، وهو الآن بقطر ( سنة 1379 هـ ) .
واشتغل الشيخ بالتأليف ، ومؤلفاته هي :
1 ـ نظــــم كبير في الفقه ( فقه الإمام مالك ) ، جعله كالمقدمة للعاصمية المعروفة ( بتحفة الحكام فيما يجري بين أيديهم من الأقضية والأحكام ) لأبي بكر محمد بن محمد بن عاصم الأندلسي الغرناطي ، وهذا النظم في العبادات فقط ؛ لأن صاحب التحفة جعلها في أحكام القضاء والمعاملات ، فأراده الشيخ العلجي أن يكون هذا النظم مقدمة لها ، وقد جمع في هذا النظم زبدة ما في متن الخليل ومعتمد شروحه وحواشيه ، مما عليه المعول في الفتوى ، ويقع هذا النظم في أربعة الاف بيت أو يزيد ، وقد أتم تأليفه سنة 1350هـ ، وأول هذا النظم قوله :
تعـرف أهـل العلم للطهارة
| |
قــد عـرفت بالصفـة الحكميـة
|
2ـ نظم متن عزية الزنجاني في الصرف ، سماه ( مباسم الغواني في تقريب عزية الزنجاني ) وهو يحتوي على 450 بيتاً ، وقد قلد جيدها بالغزل فجاءت لطيفة في بابها .
إذا تركنا الناحية العلمية ، وأردنا أن نخوض في حياة الشيخ الشعرية ، فسنلاحظ أن إنتاج الشاعر ينتج من جوه الذي عاش فيه ، وبيئته التي تربي في أكفافها ، وما كان للشيخ وهو العالم العابد المرشد الناصح ، أن يسلك غير هذا السبيل في شعره ، فقصائده التي مدح بها الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله ، والأمير عبد الله بن جلوي ، والشيخ عيسى بن علي آل خليفة ، والسيد طالب ، وهذه القصائد كلها تدور حول المصلحة العامة فيها فخر بالنصر واعتراف بجهد المجاهدين ، وعمل العاملين ، وفيها استعطاف وتوجيه ، استعطاف للمحتاجين ، وتوجيه للحكام إلى مواطن الشر حتى يستأصل .
وقصائده التي قالها يعظ قومه ويذكرهم ، بنصح عن نفس طيبة خيرة ويبدو أن الشيخ كان يقف موقف الدفاع دائماً ، ولذلك فقد كان قاسياً في وصف العلوم التي وفدت على العالم الإسلامي من أوربا ، وقد كان لسوء العرض ، وما عرف عن أوربا من خلاعة ومجون ، وأثر كبير في أن لا يطلع علماء الإسلام في ذلك الوقت على الحقائق اطلاعاً واسع الأطراف ، يمكنهم من الحكم الواعي السليم .
ولم نعثر له في الرثاء إلا على قصيدة واحدة ، رثى بها الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف آل مبارك .
وتوفي رحمه الله سنة 1361 هـ أو 1362 هـ .
44ـ عبد العزيز، عز الدين أبو القاسم . بن أبي المحامد يحيى بن أبي المجد إبراهيم الخالدي الشبذي، جاء نسب والده في ترجمته أنه : يحيى بن إبراهيم بن رشيد الدين أبي الفضائل محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن سيف الله خالد بن الوليد المخزومي الشبذي .
والمترجم له سبط المعتصم بالله أمير المؤمنين ... الكريم الطرفين ، الجامع بين الطارف والتليد فضائل العباس بن عبد المطلب وخالد بن الوليد .
كانت والدته بنت الإمام المعتصم بالله ، لما أخذت بغداد أنفذ بها السلطان (هولاكو) إلى أخيه ( منكوقان ) وخلصت بهمة جده ، واتصلت بوالده ، وقدم مراغة في خدمة والده إلى حضرة خاله الأمير أبي المناقب المبارك بن الإمام المعتصم بالله سنة 671 هـ وتوجهوا إلى مدينة السلام ، وأقاموا بدار ( سوسيان ) وتوفيت والدته بها ، وكان المترجم له شاباً ، سرياً ، كريم الأخلاق .
45ـ الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن منصور بن تركي ( مطلع القرن الثالث عشر الهجري ـ 1260 هـ تقريباً ):
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن منصور بن تركي بن حميدان بن تركي بن علي بن مانع بن نغامش ، من أسرة آل تركي .
ولد المترجم له في بلد أسرته عنيزة في مطلع القرن الثالث عشر الهجري ، وأدرك من علماء بلدة ( عنيزة ) ابن عمه الشيخ عبد الوهاب بن محمد بن حميدان بن تركي والشيخ عبد الله بن فائز أبا الخيل وغيرهما ، واستفاد من الجميع مبادئ العلوم الشرعية والعلوم العربية .
وكان والده من أهل العلم ، وممن يحررون الوثائق بين المتعاقدين ، ووثائقه معتبرة عند القضاة .
ورأيت للمترجم عدة كتب مخطوطة بقلم انير ، منها : ( شرح الزاد ) في مكتبة سليمان الصالح البسام ، فرغ منها عام 1242 هـ ، و ( متممة الآجرومية ) ، قال في نهاية المخطوطة : انتهى بقلم عبد العزيز بن عبد الله بن منصور بن تركي النجدي الحنبلي السلفي .
والمذكور هو خال الشيخ محمد بن عبد الله بن حميد ، مؤلف ( السحب الوابلة ) ، وكان المترجم مع عدد من أهل العلم منهم الشيخ عبد الله الفائز أبا الخيل ، والشيخ عبد الرحمن بن محمد القاضي ، والوجيه حمد السليمان البسام يتدارسون القرآن من أول الليل حتى ساعة متأخرة منه ، وكانوا يحضرون معهم تفسير البيضاوي لمراجعة ما يشكل عليهم من معاني القرآن الكريم، وقد توفي المترجم سنة 1260 هـ تقريباً رحمه الله تعالى .
46 ـ الشيخ عبد العزيز بن محمد بن حميدان بن تركي ( من علماء القرن الثالث عشر الهجري ):
الشيخ عبد العزيز بن محمد ابن الشيخ حميدان بن تركي الخالدي .
ولد المترجم في بلد أسرته مدينة عنيزة ، وأرجع أن ذلك في مطلع القرن الثالث عشر ، وهو من بيت علم ، فجده عالم ، وعمه منصور عالم وأبوه عابد طالب علم ، وأخوه عبد الوهاب من العلماء المدركين .
وهكذا نشأ في هذا الوسط العلمي ، فرغب فيه ، إلا أن ميوله كانت إلى العلوم الرياضية أكثر ، ويوجد له رسالة في علم الحساب تقع في أربع صحائف ، ابتدأها بقوله : ( أعلم أن الحساب أربع منازل : آحاد وعشرات ومئات وألوف ) وراح يفصل ذلك ثم ختمها بقوله : ( تم الحساب بعون الملك الوهاب على يد الفقير إلى الله تعالى عبد العزيز بن محمد بن حميدان الحنبلي غفر الله له ولوالديه والمسلمين ، وكان الفراغ منه يوم الثلاثاء لثمانية عشر مضين من جمادى الثانية سنة أربع وثلاثين ومئتين بعد الألف ) .
وأهل العلم في ذلك الزمن لايحققون إلا علم ( الفقه ) ، وأما العلوم الأخرى فيعتبرون الأشتغال بها مضيعة للوقت ، وإذا كان صاحب الترجمة يجيد الرياضيات ، فمعناه أن هذه زيادة وترف في محصوله العلمي ( غالباً ) ، ولا يدرى تاريخ وفاته رحمه الله تعالى .
47- عبد الله بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي ، أمه وأم أخويه : عبد الرحمن بن خالد ، والمهاجر بن خالد : بنت أنس بن مدرك الخثعمي وقد قتل في العراق .
وقال في الإصابة : ( ذكر الزبير بن بكار أنه استشهد مع أبيه في وقعة اليرموك ، ومقتضى ذلك أن تكون له صحبة ... ) .
48-عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب ؛ كان قاضياً على المدينة في أيام المنصور ، وبعده في أيام المهدي ؛ وكان محمود القضاء حليماً ، ومحباً للعافية ؛ تقدم إليه محمد بن لوط بن المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب في خصومه ؛ قضى عليه عبد العزيز ؛ وكان محمد بن لوط شــديــد الـغضب ؛ فقال لعبد العزيز : (( لعنك الله ولعن من استعملك ! )) فقال ابن المطلب : (( تسب وربك الحميد ، أمير المؤمنين ! برز ! برز ! )) فأخذه الحرس يبرزونه ليضربه ؛ فقال له محمد : (( أنت تضربني ؟ والله : لئن جلدتني سوطاً لأجلدنك سوطين )) فأقبل عبد العزيز على جلسائه ، قال : (( اسمعوا إليه يخوفني حتى أجلده ، فتقول قريش : جلاد قومه ! )) ثم أقبل على محمد بن لوط ؛ فقال : (( والله لاأجلدك ، ولاحباً ولاكرامة ! أرسلوه ! )) فقال محمد : (( جزاك الله خيراً من ذي رحم ، فقد أحسنت وعفوت ، ولو ضربت كنت قد احترمت ذلك منك وما لى عليك سبيل ، ولا أزال أشكرها لك وأيم الله ، ما سمعت ولا حباً ولا كرامة في موضع قط أحسن منها في هذا الموضع )) . وانصرف محمد راضياً شاكراً .
49 ـ الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن شلوان ( من علماء آخر القرن الثالث عشر الهجري وأول الرابع عشر الهجري ):
الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد الله آل شلوان ، وآل شلوان أسرة تنسب إلى قبيلة الشلاوي ويرجع نسبهم بالحلف إلى بني الحارث وهم في الأصل من بني خالد .
ولد المترجم حيث كانت تقيم أسرته في الرياض ، ونشأ فيها ورغب في العلم ، فأخذ عن علماء الرياض ، ومن أشهرهم الشيخ عبد اللطيف والشيخ حمد بن عتيق ، والشيخ عبد الله بن عدوان .
وجد واجتهد حتى أدرك وصار من العلماء المشار إليهم في سعة الأطلاع ، مما أهله لأن يعينه الإمام فيصل قاضياً في الرياض .
وصار مع القضاء يقوم بالتدريس ، فتخرج على يده عدد من كبار العلماء كالشيخ عبد الله بن عبد اللطيف والفقيه الشيخ محمد بن محمود وغيرهما ، ولا يعرف تاريخ وفاته ، ولكنه من علماء آخر القرن الثالث عشر إلى أول القرن الرابع عشر . رحمه الله تعالى .
50 ـ عبد الله بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي .
وهو عبد الله الأصغر امه أم تميم بن الحارث بن جندب بن عوف بن الحارث بن خبيب بن مالك بن حطيط بن قيس ، وهو ثقيف بن منبه .
51-العالم الفرضي الشيخ عبد الله بن حسن البريكان المتوفي سنة ( 1410هـ )، من الجناح من بني خالد .
52ـ عبد الله بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي .
كان فارساً ، شجاعاً ، مقداماً ولاه عبد الله بن الزبير على اليمن بعد عزله الضحاك بن فيروز الديلمي عن ولاية اليمن ، ثم عزله بعبد الله بن المطلب بن أبي وداعة السهمي، وهو ممن استعملهم بنو أمية ـ أيضاً ـ على اليمن .
53ـ عبد الله بن محمد بن ذهلان ، النجدي ، من السحوب ( السحبان ) من بني خالد جرت تسميتهم بهذا الأسم لأنه ينتهي نسبهم إلى جدهم الملقب بالسحاب لجوده وهو / خالد بن سليمان بن محمد بن جعفر بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد .
للمترجم له في الفقه معرفة ودراية ، أخذه عن عدة مشايخ من أجلهم الشيخ / محمد بن إسماعيل ، وأحمد بن ناصر ، ومحمد بن ناصر المشرفي وغيرهم .
وأخذ عنه عدة علماء منهم الشيخ / أحمد المنقور صاحب مجموعة الفقه حيث رحل إليــــه خمس مرات للقراءة ، وأخذ عنه أيضاً محمد بن ربيعة العوسجي المعروف في بلد ( ثادق ) وغيرهما . وتوفي المترجم له رحمه الله سنة 1099 هـ .
54 ـ الشيخ عبد الله بن حسن بن علي آل بريكان( 1324 هـ ــ 1410 هـ ):
الشيخ عبد الله بن حسن بن علي بن حسن آل بريكان الخالدي فأسرته آل بريكان ترجع في نسبها إلى بني خالد ،
والبريكان وجفال أخوان ، فجفال جد آل الجفالي التجار المعروفين ، فهم أبناء عبد الله بن ناصر الجفالي ، وأبناء عمهم أبناء صالح بن إبراهيم بن ناصر الجفالي ، وأبناء عمهم أبناء صالح بن إبراهيم بن ناصر الجفالي .
أما المترجم فهو من أبناء عم لآل الجفالي ، فهو من ذرية بريكان وجفالي وبريكان أخوان .
ولد المترجم في بلد أسرته مدينة عنيزة عام 1324 هـ وقرأ في كتاتيبها ، وكان والده ( حسن العلي ) ذا غنى وثروة ، وصاحب ديانة ، ففرغه لطلب العلم ، فشرع في طلب العلم ، وقرأ على الشيخ سليمان العمري وعلى الشيخ صالح العثمان القاضي ، إلا أنه لازم العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي ، فقرأ عليه في التفسير والحديث والفقه والنحو .
وقد أخبرني الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع قال : أردت أخذ العلم عن الشيخ عبد الرحمن بن سعدي والقراءة عليه ، وكنت قد قرأت قبل ذلك على غيره من العلماء ، فلما باحثني أعجب بمحصولي العلمي ، وقال : إنه ليس عندي من طلبة العلم من هو نظيرك إلا ( عبد الله الحسن ) لاسيما في علم النحو ، فاشرعا في القراءة في ( ألفية ابن مالك ) .
فالمترجم نابغة لجودة فهمه وقوة استحضاره ، وبطء نسيانه ، لذا فإنه وقت الطلب فاق أقرانه وزملاءه ، ولكنه بعد هذا الأتجاه الطيب انصرف عن طلب العلم إلى الأشتغال بالتجارة وأعمال الدنيا ، وصار الشيخ عبد الرحمن بن سعدي يلح عليه وعلى أبيه أن يواصل القراءة ولكن بدون جدوى ، إلا أنه مع إهماله وانصرافه بقيت معلوماته في حافظته ، فصار مرجعاً لطلبة الشيخ عبد الرحمن السعدي فيما يشكل عليهم في دروسهم ، فيأتون إليه عند حلها .
ولما فتح المعهد العلمي بعنيزة عين فيه مدرساً . فأفاد الطلاب ، وارتاحوا في دروسه وحسن تعليمه ، وكان من المقررات ـ علم العروض والقوافي ـ ، ولم يكن من المدرسين الوطنيين ولا القادمين من له إلمام به فعرضوا عليه تدريسه ، فقبل وهو لم يسبق له به دراسة فصار يراجعه ثم يلقيه على الطلاب بأحسن شرح وأفضل بيان .
وفي عام 1372 هـ عينه رئيس القضاء الشيخ محمد بن إبراهيم قاضياً في إحدى مدن نجد فاعتذر واستعان بقبول رفضه بالشيخ عبد الرحمن بن سعدي ، فقبل عذره .
وما زال في أعماله التجارية حتى أصيب بحادث مروري مرض بعده أشهراً ، ثم توفي عام 1410هـ . رحمه الله تعالى .
55 ـ الشيخ عبد الله بن سليمان بن سعود بن بليهد ( 1278 هـ ـ 1359 هـ ):
الشيخ عبد الله بن سليمان بن سعود بن محمد بن عبد الله بن سليمان بن عثمان بن بليهد بن عبد الله بن فوزان بن محمد بن عائد بن بليهد بن عثمان ، وآل بليهد عشيرة من آل سيار المسمون ( السيايرة ) وهم من الدعوم بطن كبير جداً في قبيلة بني خالد .
وبنو خالد نزحت من عالية نجد إلى الأحساء ، فأقامت فيه وسميت بعض بلدان تلك المنطقة بأسماء بعض بطونها ، فأبو عينين نسبة إلى ( آل عينين ) بطن من بطون بني خالد ، ثم أخذت في العودة إلى نجد ، فسكن ( آل سيار ) من الدعوم في بلدة القصب ـ إحدى بلدان الوشم ـ وتأمروا فيه ، فصار بينهم فتن فتفرقوا في بلدان نجد من أجلها ، فكان ممن غادره( عثمان ) جد آل بليهد ، حيث ذهب إلى ( غسلة ) إحدى قريتي القرائن وعمرها وسكنها هو ومن بعده من ذريته ، فظهر منهم علماء ترجمنا لبعضهم ، فكان من علمائهم الشيخ سعود بن محمد بن بليهد جد المترجم الذي عينه الإمام تركي قاضياً في إحدى قرى القصيم فاستقرت أسرته في القصيم وذريته إلى إلى الآن فيه .
قال الشيخ إبراهيم بن ضويان : ( سعود بن بليهد له مشاركة في العلم ويكتب وسطاً، خلف كتباً بخط يده ، وكان ابنه سليمان ينتصب إماماً في قرى القصيم الشمالية مرة في الشقة ومرة في القرعا ومرة في الشبيبة ) . اهـ كلام ابن ضويان .
كما أن من علماء هذه الأسرة أخو المترجم وهو الشيخ حمد بن سليمان بن بليهد ، وكان من العلماء المدركين . وحمد المذكور أخذ عنه الشيخ محمد بن صالح بن خزيم وغيره من علماء القصيم ، وقد تقدمت ترجمته .
ولد المترجم في قرية ( القرعاء ) إحدى قرى القصيم الشمالية وذلك عام 1278 هـ فأخذ مبادئ القراءة والكتابة عن والده ، ثم شرع في طلب العلم ، فرحل إلى بلدة المذنب للقراءة على الشيخ محمد بن عبد الله بن دخيل في التفسير والحديث وغيرهما ، ثم رحل إلى بريدة للقراءة على العلامة الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم ، فقرأ عليه التوحيد والتفسير والحديث والفقه وأصولها ، كما قرأ على الشيخ صالح بن قرناس ، ثم رحل إلى الهند للعلاج واغتنم فرصة وجوده فيه مدة ، فقرأ على علمائها من رجال الحديث ، ثم عاد إلى بلاده عالماً حافظاً متقناً للعلوم الشرعية والعلوم العربية ، وصادف ذلك منه عقلاً كبيراً وفهماً جيداً وذكاء متوقداً وفصاحة في المنطق وحسن البيان .
وقال الشيخ سليمان بن حمد : إن الشيخ سليمان بن سمحان كان يثني عليه كثيراً ويقول : ما علمت مثله في استحضار الحجة ، وما علمت أنه انقطع في مناظرة تمر به .
وهكذا جلس للتدريس والوعظ والإرشاد في بلدان القصيم فتارة في بريدة ، وأخرى في عنيزة ثم البكيرية والرس والخبراء ، فحصل منه نفع كبير ، فصار له بسبب ذلك شهرة طبقت الجزيرة العربية ، وذكر واسع .
وفي عام 1333 هـ عين قاضياً لقرى القصيم وبواديها ، فكان يتجول بينهما لفصل القضاء وإرشادهم وتعليمهم حتى عام 1341 هـ ، حيث عينه جلالة الملك عبد العزيز قاضياً في حائل وما يتبعها من تلك المنطقة الشمالية النجدية وبواديها ، ووجد في هذه المدينة الكبيرة مكتبة نفيسة بعد حكامها آل الرشيد ، فاستفاد منها فائدة كبرى .
ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الحجاز عام 1343 هـ ، نقل المترجم من قضاء مدينة حائل إلى رئاسة القضاء في مكة المكرمة ، فصار العين الباصرة والأذن الواعية للحكومة السعودية الرشيدة ، وصار هو الذي يقابل الوفود الإسلامية ، وكان له مواقف مشرفه حمد عليها في تلك الأيام القلقة .
ومن تلك المواقف ما ذكره الشيخ حافظ وهبة في ( جزيرة العرب ) قال : ( لما استولت الحكومة السعودية على الحجاز جاء وفد من الهند برئاسة مولانا ( شوكت علي ) وطلبوا من الملك عبد العزيز أن يعين لهم مجلساً يكون مؤتمراً إسلامياً تجتمع فيه وفود الدول الإسلامية ، فوافق الملك عبد العزيز وانتدب الشيخ عبد الله بن بليهد متكلماً عنه ، فاجتمع الوفد في بناية المالية بمكة ، ولما تكاملت الوفود تكلم ( شوكت علي ) بكلام تحامل فيه على الحكومة السعودية ، ولما فرغ من كلامه قام الشيخ ابن بليهد فتكلم بكلام بليغ بأسلوب لطيف مقنع رد فيه على ( شوكت علي ) فانفض المؤتمر ، وقد حمدت الوفود وكذلك الملك عبد العزيز الشيخ ابن بليهد على كلامه ) . اهـ
وإنك تجد في تولية الملك عبد العزيز المترجم لقضاء حائل حين فتحها ، وتوليته قضاء مكة حين فتحها ما يدل على أمرين :
الأول : معرفة الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ للرجال وسياسته المحنكة الرشيدة.
الثاني : العقل والحكمة والسياسة التي يتمتع بها الشيخ عبد الله بن بليهد ، ذلك أن سكان هاتين المدينتين حين فتحهما محتاجون إلى ملاطفة وتأليف وتطمين ، لأنهم لم يألفوا الحكم الجديد ، ولا يعرفوا حقيقته ويتخوفوا منه ، فهم في حاجة إلى رجل له دراية وسياسة وحنكة ليطمئنهم ، ويقرب ما بينهم وبين الحكم الجديد حتى يألفوه ويعرفوه ، فكان الرجل المختار هو العالم العامل الحكيم عبد الله بن سليمان بن بليهد رحمه الله تعالى .
وكان الملك عبد العزيز يجله ويعرف قدره ، فكان يعتمد عليه في مهام الأمور، كما ان الملك عبدالعزيز-رحمه الله- لم يحرم المدينة المنورة من نشاط هذا العالم وحسن درايته ، فقد انتدبه إليها ليشرف على أعمالها الشرعية ، سواء أكان في المحاكم الشرعية أو أمور الحسبة فقد جلس فيها مدة من الزمن حتى انتظمت أمورها .
يقول الأستاذ على حافظ : ( إن المترجم سكن في دار مجاورة للحرم النبوي المسماة بدار شيخ الحرم ، وكنت أنا موظفاً في المحكمة الشرعية ، وكنت أذهب إليه يومياً في تلك الدار ، وكان له دور بالغ الأهمية في كل خطواته في طيبة ، سواء في محكمتها أو الأمر بالمعروف وغيره وقد مكث في المدينة المنورة مدة ليست بالقليلة ) . اهـ ، كلامه .
ولما اشتهر أمر البادية على الناس بأمر الدين ، وصار منهم تلك الغلظة والجفاء ، كان المترجم ممن يعظونهم ويوجهونهم التوجيه الحسن ، وقد اطلعت على رسالة له بخطه جاء فيها :
( من عبد الله بن سليمان آل بليهد إلى من يراه من الإخوان وفقهم الله تعالي لسلوك طريق مرضاته ، وحماهم من الشيطان ونزعاته .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد : فالموجب لتحرير هذا الكتاب هو النصح لكم والشفقة عليكم ، وتنبيهكم إلى ما يدخل عليكم بسببه من الخلل في دينكم من أمور تبلغنا عن أناس منكم يتكلمون بغير علم ويلزمون الناس بمقالاتهم ويقصدون بذلك الخير والأمر بالمعروف ، وسبب ذلك إساءة الظن بالغير ، وإحسان الظن بأنفسهم وقياس الأمور برأيهم وهذا أمر خطير ومخوف وضرره على الدين كبير ، والمقصود التنبيه إلى الأمور التي حصل فيها الغلط كالتعدي على الناس بالضرب والشتم وجعل ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من واجبات الدين ، ولكن المتكلم فيه والقائم به يحتاج إلى علم حتى يكون أمره ونهيه على موجب الشرع ، ويميز بين آحاد الناس في ذلك ، وما يختص به ولاة الأمور من إقامة الحدود المقدرة في الشرع ، والتعزيرات التي يدخله الاجتهاد وقد تختلف باختلاف الأحوال كما هو معروف عند أهل العلم ومن أشكل عليه شيء من أمر دينه فالواجب عليه سؤال العلماء امتثالاً لقوله تعالى ( فسئلوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون ) .
وأما الأمور التي تحتاج إلى تنفيذ ، فيلزم رفعها إلى نواب الإمام من الأمراء وغيرهم وستنفذ على موجب الشرع فهذا الذي نرى وندين الله به ونسأل الله الكريم أن يهدينا وإخواننا المسلمين إلى سواء السبيل ، وصلى الله على نبينا محمد وآل وصحبه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) . اهـ .
وهي رسالة طويلة اقتصرت منها على هذه النبذة .
ومكث رئيساً للقضاة ومقره مكة المكرمة إلى آخر عام 1345 هـ ، حيث أعفي عنه وأعيد إلى القضاء حائل والمقاطعة الشمالية .
قال الشيخ على بن محمد الهندي : ( التمس أهالي حائل من الملك عبد العزيز رجوعه إليهم ، فرجع . وكان الشيخ ( عبد الله بن بليهد ) عالماً فاضلاً ،جمع الله له بين السياية الدينية والدنيوية والعلم والحجة والعقل الوافر ، وكان رحالة لايذكر له أحد بعلم إلا رحل إليه وأخذ عنه ، وجلس للتدريس والإفتاء والقضاء فكان طلبة العلم يجتمعون إليه حلقات متتابعة حضرت دروسه في صغري وقرأت عليه ثلاثة الأصول وآداب المشي إلى الصلاة وكان الناس يتعجبون من فصاحته وتقريره وتحليله للمسائل وإخراج النتيجة مما يماثلها حتى كان العلم بين عينيه إذا تكلم بشيء .
قلت : هو الإمام فيه سواء كان حديثاً وتفسيراً أو فقيهاً أو فرائض أو عربية أو تجارة أو زراعة أوصناعة وكان يقضي القضاء الذي يبهر العقول ما نراه إلا إلهاماً من الله تعالى ، لأن الطرفين لا يرضيان ـ عادة ـ غير ان الشيخ ابن بليهد ، لا يقوم من عنده الطرفان إلا وهما راضيان ) . اهـ كلام الشيخ علي الهندي .
وكان بارعاً ماهراً في الدلالة ، وله معرفة واسعة في الأماكن والبلدان والجبال والوديان ، ولعل أول سيارة تجولت في صحاري نجد وفيافيها سيارته ، فقد قالت مجلة الفتح : ( في عام 1345 هـ قام الأستاذ الشيخ عبد الله بن بليهد رئيس القضاء في الحجاز برحلة في جزيرة العرب بسيارته ـ وهي من طراز فورد ـ من مكة إلى جدة فالمدينة المنورة ثم حائل ثم إلى القصيم وعاد من تلك الطريق حتى بلغ مكة وقد استطاع للمرة الأولى في التاريخ أن يقطع المفاوز والوديان وقد قطع من المدينة إلى جدة في أثني عشر ساعة ، والذي ساعده على ذلك خبرته الشخصية بالطريق ومعرفته بالمسالك الصالحة لسير السيارة فيها فتمكن من عدم إضاعة الوقت بقدر الإمكان ) . اهـ . من العدد 50 ، ذي الحجة 1345 هـ .
مــــؤلــفـاتـــه :
ليست مؤلفاته على قد مقامه ، والذي أعرفه منها هو :
1 ـ رسالة في الخلافة ومن هو الأحق بها .
2 ـ عدة رسائل وأجوبه مفرقة لم تجمع .
3- منسك جمعه على المذاهب الأربعه وسماه : (( جامع المسالك في أحكام المناسك )) طبع في مطبعة أم القرى عام 1345 هـ ، وأهداه إلى جلالة الملك عبد العزيز بأبيات شعرية هي :
يا أيها الملك الإمام لأمه
| ||
عدته من تقواه من نساكها
| ||
هذي المناسك في المناسك روضة
| ||
مثل النجوم تضيء في أفلاكها
| ||
قد أوضح الدين الحنيفي نهجها
| ||
لأئمة سادوا بنيل سماكها
| ||
وتمسكوا بأدلة كالشمس في
| ||
أشرافها فالسعد في إمساكها
| ||
تسعى إليك هدية من خادم
| ||
للعلم كي يحظى بحسن ادراكها
| ||
فأرشد بها غادي الطريق فإنها
| ||
شمس تنير وأنت من أفلاكها
| ||
تـــلامـيـذه :
أخذ عنه العلم خلق كثير في مكة المكرمة وفي حائل وفي القصيم ولايحضرني من هذه الأسماء إلا القلة منهم :
1 ـ الشيخ حمود بن حسين الشغدلي ، قاضي مدينة حائل .
2 ـ الشيخ سالم الصالح البنيان .
3 ـ الشيخ علي المحمد الهندي ، مستشار وزارة المعارف .
4 ـ الشيخ النحوي حمد بن محمد أبو عرف ، المعروف بالخطيب ، أحد قضاة مكة المكرمة .
5 ـ الشيخ أحمد بن عبد العزيز المرشدي ، قاضي مدينة حائل بالنياية .
6 ـ الشيخ علي بن صالح آل بنيان ، من علماء حائل ، ومدير المعهد العلمي فيها .
7ـ الشيخ عبد الرحمن بن سليمان الملق من قضاء حائل بالنيابة .
8 ـ الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن عقيل ، قاضي دومة الجندل .
9 ـ الشيخ حمد بن سليمان بن بليهد ، أخو المترجم .
10 ـ الشيخ عبد الله بن صالح الخليفي .
11 ـ الشيخ محمد بن عبد العزيز العجاجي .
12 ـ الشيخ علي بن عبد العزيز العباس .
13 ـ الشيخ محمد بن خلف ، قاضي تيماء .
14 ـ الشيخ محمد الشاوي ، قاضي شقراء .
15 ـ الشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد ، أحد علماء الرس وقضاته ، ثم قاضي بلدة رنية .
16 ـ الشيخ محمد بن صالح بن خزيم ، أحد علماء البكيرية .
وقرأ عليه غيرهم كثير في القصيم ، ثم مكة المكرمة ، ثم في حائل .
وفــــــاتــــه :
ما زال قائماً في قضاة حائل وتوابعها والتدريس والوعظ والإفتاء حتى قام بزيارة إلى مدينة الطائف فمرض بالحمى نحو شهر ثم توفي ، وفاته ليلة الإثنين ، العاشر من جمادى الأولى عام 1359 هـ ، وصلي عليه في مسجد ابن عباس ، ودفن في المقبرة الواقعة عن المسجد شرقاً ، وهي مقبرة الشهداء الذين استشهدوا من الصحابة حين حصار النبي صلى الله عليه وسلم للطائف عام 8 هـ .
وخرج في جنازته العلماء والأعيان وعامة المصطافين ، وعلى رأس هذه الجموع المشيعة العظيمة جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز ، وكان يومها نائب الملك على الحجاز ، وقد أقيمت عليه صلاة الغائب في كل مدن وبلدان المملكة .
ورثاه كثير من العلماء والأدباء ، ومن تلك المراثي نورد أبياتاً من قصيدة الشاعر الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي نائب رئيس مجلس الشورى ، وأبياتاً أخرى من قصيدة للأديب البحاثة محمد بن عبد الله بليهد :
في مثلك الصبر عند الله يحتسب
| ||
والعلم يفقد والأشجان تصطخب
| ||
ياويح كل فؤاد أنت موقظه
| ||
أمسى بفقدك في أعماقه يثب
| ||
ويا رزئه هذا النعي في ملأ
| ||
كأنما الدمع من أماقه عبب
| ||
تنهل عبراته حزناً على جدث
| ||
فيه السماحة والأخلاق والأدب
| ||
ما للجفون أراها فيك دامية
| ||
كأنما هي هي بالأحشاء تنسكب
| ||
هيهات أودى الردى في غير ما لجب
| ||
بمشمخر من الأطواد ينتشب
| ||
حبر من الصفوة الأولى علقت به
| ||
فما فتئت أعاني منه ما يجب
| ||
هوى به الموت في لجى غمرته
| ||
فأين لا أين ذاك المدره الذرب
| ||
ما كان إلا جناناً ثابتاً ويداً
| ||
تشد أزر الهدى والوعد مقترب
| ||
يتلو الشريعة فيه حاذقاً فطناً
| ||
من الذين لهم في شملها دأب
| ||
يجيش كالموج أو كالبحر منطقه
| ||
ولا تباريه في أفاقه السحب
| ||
إذا انبرى في مجال من مواقفه
| ||
حسبت سحبان تجثو حوله الركب
| ||
عجبت للحد هل في اللحد متسع
| ||
حتى انزوى فيه رضوى وهو محتجب
| ||
مالي وللندب في خطبه جلل
| ||
ومن عليه حدود الدين تنتحب
| ||
فضاعف الله أجر المؤمنين به
| ||
في جنة الخلد وليعظم به السبب
| ||
وهذه أبيات من قصيدة الأستاذ محمد بن بليهيد :
ما بال عينك منها الدمع ينهمر
| ||
كأنه جدول أو مدجن مطر
| ||
جاء البريد وفي أولى حقائبه
| ||
من بعد ما ألقيت أثقاله خبر
| ||
اهتز نجد وأقصاء البلاد له
| ||
وقد شكا الحزن منه البدو والحضر
| ||
موت الفقيد الذي تبقى مآثره
| ||
وكل منقبة تبقى بها العصر
| ||
بدر حملت على أيدي الرجال ولا
| ||
أدري بأي مكان يغرب القمر
| ||
عند ابن عم رسول الله في جدث
| ||
والورد في جنة الفردوس والصدر
| ||
كأن حائل لم تشرق جوانبها
| ||
بنور علمك والقراء تبتكر
| ||
ولا أقمت بأرجاء القصيم ولا
| ||
بثثت فيه التي تبقى وتدخر
| ||
يغدو إلى حلق طوبى لحاضرها
| ||
منها الأحاديث والآيات والسور
| ||
فإن تكلم ينقاد الكلام له
| ||
ما في قريحته عي ولا خور
| ||
أبوه عم أبي لكن مصيبتنا
| ||
من العظام التي شدت لها الأزر
| ||
فما لنا غير ثوب الصبر نلبسه
| ||
والصبر للناس محمود إذا صبروا
|
56 ـ الشيخ عبد الله بن سليمان بن سليمان السياري 1277 هـ تقريباً ـ 1352 هـ :
الشيخ عبد الله بن سليمان بن سليمان ـ أيضاً ـ بن محمد بن سليمان ( المطوع ) بن محمد بن سيف بن جبر بن ثقبة بن خالد الملقب ( سيار ) بن شقير بن حزمي الخالدي ، وأمه طرفة بنت خلف بن سحيم من آل سليمان من بني زيد .
أسرته : ينتمي المترجم الشيخ عبد الله إلى السيايرة ( آل سيار ) وهي أسرة خالدية من ذرية ابن شقير بن حزمي من الدعوم من بني خالد ، ويقول كبار السن بأن اسم ( سيار ) خالد ، وأنما لقب بسيار ، لأنه يسير حملات الحج من الأحساء إلى الوشم حتى عودة الحاج فغلب اللقب على أسمه هذا .
وقد ولد لسيار ستة أبناء ، ذريتهم هم سيايرة نجد ، وقد قدم بعض أبناء سيار وذريتهم ومواليهم إلى نجد من الأحساء ، وسكنوا بلدة القصب في أواخر القرن العاشر ، وصارت لبعضهم إمرتها وممن تأمر فيها من السيايرة آل مانع وآل ثقبة ومن أشهرهم جبر بن سيار الشاعر المعروف خال رميزان بن غشام التميمي وقد تفرقوا في قرى نجد بعد فتن وحروب بينهم ، أو لطلب الرزق أو غير ذلك من الاسباب ، فذهب بعض آل مانع ، وهم من أبناء راشد بن سيار وآل سيف وآل سليمان ( المطاوعة ) وهم من ذرية سيف بن جبر بن ثقبة بن سيار ذهبوا إلى ضرمى وسكنوها .
ارتحل جد الشيخ سليمان بن محمد بن سليمان ( المطوع ) من ضرمى إلى القويعية بعد أن قتل الإمام تركي بن عبد الله عام 1250هـ ونزل في القويعية عند المطاوعة من آل سليمان من بني زيد لصهر بينهم وتزوج فيهم ، ثم قتله بعض الأعراب في أعلى شعيب الخنقة قرب القويعية .
وكانت زوجته حاملاً بأبنه ، فسمي سليمان على أسم أبيه وسليمان هذا هو والد الشيخ عبد الله ، وقد انتشرت ذريه سليمان في القويعية من أبناء الثلاثة محمد وعبد الله ( الشيخ المترجم ) وعبد العزيز ، وهم سيايرة القويعية اليوم .
وقد نشأ المترجم الشيخ عبد الله في كنف والده مع إخوانه في أسرة تمتهن الزراعة والتجارة التي كان رحمه الله يزاولها معهم قبل توليه القضاء .
مولده :
الثابت أن الشيخ عبد الله السياري ولد في القويعية قاعدة العرض ما بين 1275 هـ ـ 1280 هـ ، ولكن لم يحدد تاريخ ولادته .
طلبه للعلم وتوليه القضاء :
نشأ الشيخ في أسرته كما أسلفنا ، وبدأ دراسته كأبناء جيله عند الكتاب في المساجد وحفظ القرآن الكريم ، وأخذ مبادىء القراءة والكتابة وبعض العلوم الشرعية .
ولما أحس من نفسه الرغبة في العلم واصل دراسته عند علماء القويعية ، وبعد أن استفاد من علماء بلده ارتحل لطلب العلم ، فكان يرحل في الصيف للرياض ، ويقيم فيها ، ويدرس عند الشيخ محمد بن محمود والشيخ سعد بن عتيق والشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ .
أما في فصل الخريف فكان يرحل إلى حوطة بني تميم ، ويدرس عند الشيخ إبراهيم بن عبد الملك آل الشيخ والشيخ راشد بن جريس وكان يزاول مع ذلك التجارة .
وما تبقى من أيام السنة ، فكان مع والده وإخوانه يمتهن الزراعة خاصة في فصل الشتاء ، ويراجع ما معه من علم .
وبقي على هذه الحالة قرابة خمسة عشر عاماً ، حتى استولى الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود على الرياض ، فرشحه شيخه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف لتولي قضاء العرض بعد الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ ، فأرسله الإمام عبد العزيز بن سعود إلى القويعية عام 1321 هـ ، وظل بها إلى أن توفي وهو قاض بها ـ رحمه الله ـ وكان يتبعه كل من الدوادمي والشعرا والروضة والرين مع القويعية وقراها ، وكان هذا المدة يجلس لطلاب العلم في جامع القويعية ، ويعلم طلبه العلم ، وكان أيضاً إمام المسجد وخطيب القويعية منذ توليه القضاء إلى وفاته ، رحمه الله .
طـــــلا بـــه :
من الطلاب الذين درسوا عليه سعد بن سعدان ، وأخوه سعود وسعد بن عقيل ، ومحمد بن عبد الله آل سليمان ، ومحمد بن مهنا بن يابس ، وعبد العزيز بن هويشل ، ومحمد بن سعود الصبيحي ، وأخوه إبراهيم بن سليمان السياري ، وإبراهيم بن سعود السياري.
وكانوا يقرؤون عليه في كتاب التوحيد وكشف الشبهات والأصول الثلاثة وكتب الفقه والسيرة النبوية.
صـــفــاتـــه :
كان قوياً في الحق لاتأخذه في الله لومة لائم ، وكان متمكناً في فقه الإمام أحمد ، وكان حسن الصوت بالقرآن ، وكان دقيقاً في أحكامه وأقضيته ، وهذا مما شهد به خصومه قبل أنصاره .
كما اشتهر عنه تعبيره للرؤيا ، ويروى عنه تعبيرات عجيبه في ذلك .
وكذلك اشتهر بمعرفته بأيام أعراب نجد وأشعارهم ، وأنساب أهل نجد حاضرة وبادية .
كما كان شجاعاً مقداماً ، حتى قال عنه أهل الحوطة لما وجدوه في مقدمة من خرجوا لصد غارة قطاع الطريق قالوا : مطوعنا أشجعنا قالوا ذلك تعجباً . وكان أيضاً كريماً يطعم المساكين ويقري الضيوف ، ويعين على نوائب الدهر ، وكان ذا مروءة ويحب مكارم الأخلاق .
وكان حسن الخلق محبوباً من الصالحين ، إلا أنه كان به حدة وعجلة جعلت له بعض الخصوم ، ولكنه يكبحها بحنكته وعقله ، ووقار العلم الذي كساه الله إياه .
وكان ذا رأي سديد وحزم في أموره ، فقد كان الإمام عبد الرحمن الفيصل والملك عبد العزيز يستشيرانه في كثير من أمور المسلمين ، وكان مع نصحه لهما تربطه بهما علاقة وثيقة ، ولم يكن الملك عبدالعزيز يمر القويعية الا ويزور الشيخ في بيته، وتجري بينهما أحاديث جميلة يرويها معاصرو الشيخ ، تدل على صدق المودة .
وكان ـ رحمه الله ـ مجتهداً في العبادة قواماً بالليل ، تالياً للقرآن ، آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر ، حتى ناله بعض الأذى بسبب ذلك ، ولكنه لم يصده عن القيام بما أمر الله به . جزاه الله خير الجزاء.
و فـــاتــــــه :
في أثناء شهر شعبان من سنة 1352 هـ كان الشيخ عائداً من الرياض إلى القويعية ، ولما وصل إلى المكان المسمى ( أبا القد ) اشتد عليه مرض كان يعاني منه منذ سنين ، فعرج على بني عمه في ضرمى ، وبقي عند كبيرهم عبد الله بن مهنا السياري يعاني من المرض ، إلى أن وافته المنية يوم الأربعاء ليلة الخميس السابع والعشرين من شهر شعبان 1352 هـ ، ودفن مع الشهداء الذين قتلهم إبراهيم باشا في ضرمى وصلى عليه صلاة الغائب في مدن المملكة العربية السعودية .
وقد حقق الله له أمنيته ، فقد كان يتمنى أن يدفن معهم ، ومن الطريف أن أحد أهل ضرما رأى في المنام أنه وضع في مقبرتهم سراجاً مضاء ، فكان هذا السراج فيما يظن هو الشيخ عبد الله بن سليمان السياري فهو من سرج العلم .
وهكذا قضى الشيخ بضعاً وسبعين سنة في طلب العلم ، ومنها إحدى وثلاثين سنة في القضاء والإمامة والخطابة والتدريس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وصنائع المعروف جعلها الله في موازينه .
عـــقـــبـــه :
ترك الشيخ ابنين هما محمد وسليمان ، ولهما أولاد وأحفاد لايزالون معروفين عند السيايرة بآل الشيخ ، وهذا وقد ترك الشيخ مكتبة حسنة جلها مخطوط ، وهي عند أحفاده إلى اليوم . رحمه الله تعالى .
وقد رثى هو والشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف الباهلي من قبل الأديب محمد بن بليهد بقصيدة منها هذه الأبيات فقد توفيا بسنة واحدة :
فلله مفقودان كأن مصابهم
| ||
أصاب جميع الناس يامن له حجر
| ||
فقد بشقرى جمة بركاته
| ||
وآخر في العرض والعرض له ذكر
| ||
جميل وهل في العرض بعد انتقاله
| ||
يظن لأثواب العــلا أبداً نشــر
| ||
فما كــان عبدالله إلا مهذبــاً
| ||
ففي آل سيار الكـرام له فخــر
| ||
خلت زمر الأخيار إلا أقلهم
| ||
كما أخلت الأغصان أوراقهاالخضر
| ||
* نقلنا هذه الترجمة من حفيد المترجم إبراهيم بن محمد ابن الشيخ عبد الله السياري .
57 ـ الشيخ عبد الله بن سليمان بن محمد آل صقر( 0000 ـ 1353 هـ ):
الشيخ عبد الله بن سليمان بن محمد بن سليمان آل صقرأسرة من آل سيار .
كان والد المترجم يسكن بلد القصب أحد بلدان الوشم ، وهي بلد أسرته آل سيار ، فتوفي والمترجم طفل ، فنقله أعمامه حيث إقامتهم في بلد ضرمى ، فتلقى علومه الأولى فيها وهكذا حفظ القرآن الكريم ، فلما بلغ سن الشباب ارتحل إلى الرياض لطلب العلم ، فقرأ على الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن والشيخ حمد بن عتيق وغيرهما ، فلما اشتد النزاع والخلاف بين عبد الله الفيصل وأخيه سعود الفيصل انتقل إلى بلدة القويعية ، ثم انتقل إلى بلدة الحوطة ، فقرأ على الشيخ إبراهيم بن عبد الملك آل الشيخ .
وقد أدرك بجده واجتهاده من العلوم الشرعية والعربية ، ثم عاد إلى القويعيه ، وتولى القضاء في بلدة العرض ، ومقر إقامته عاصمتها ( القويعية ) ، فصار هو المرجع في تلك المنطقة بالقضاء والإفتاء والوعظ والإرشاد حتى توفي فيها .
وكان سبب وفاته أنه سافر إلى الرياض ، وفي الطريق أصاب مرافقوه ( ضباً ) وهو حيوان معروف ، فصلوه على النار وأكل منه ، فما زال يشتكي من تلك الأكلة إلى أن توفي عام 1353 هـ عن عمر يناهر الثمانين . رحمه الله تعالى .
58 ـ الشيخ عبد الله بن محمد بن منصور المطرودي 1311 تقريباً ـ 1361هـ:
الشيخ عبد الله بن محمد بن منصور بن محمد المطرودي الخالدي نسباً .
وآل المطرودي من القبيلة الخالدية كان آل المطرودي يقيمون في عنيزة ، فصار بين جدهم و ( ابن سليم ) أمير عنيزة بعض المغاضبة فانتقل من عنيزة إلى ( العوشزية ) فأنشأها وجعل فيها قصوراً وبساتين ، فصارت قرية وهي تقع شرقي عنيزة بنحو عشرين كيلو إلا أن ذريته لم يقطعوا صلتهم بعنيزة .
وحين كانوا بعنيزة كانت منازلهم مكان البستان المسمى ( القطعة ) في حي الفاخرية ، وكانت قبلهم منازل لأسرة آل هميهم ، فاشتراها جد المطرودي من آل هميهم وسكنوها فلما انتقلوا من عنيزة إلى العوشزية بقيت لهم ، ثم باعها أحفاده إلى زامل العبد الله آل سليم أمير عنيزة المعروف .
ولد المترجم عي عنيزة حوالي 1311 هـ وكان ضرير البصر ، فحفظ القرآن الكريم وشرع في القرآن على علماء بلده كالشيخ صالح بن عثمان آل قاضي والشيخ عبد الرحمن السعدي حتى أدرك لاسيما في علم الحديث وأصوله .
وكان يحفظ صحيح البخاري بأسانيده وكثيراً من أحاديث الأمهات ، وقد رويت هذا الخبر بالتواتر من أصحابه وزملائه الذين كانوا يستمعون قراءته وبأيديهم نسخ الصحيح ، وهو خبر مقبول يفيد القطع بصحته ، وقد رحل إلى الرياض فقرأ علمائها، ولقد أدركته وعرفته إلا أنه حين معرفتي به قد انقطع عن الدروس .
وكان صاحب عبادة وقد توفي في مدينة عنيزة في الثاني من شعبان عام 1361 هـ، رحمه الله تعالى.
59 ـ الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جبر( 1299 هـ ـ 1398 هـ ) :
الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جبر ، وأسرته من قبيلة بني خالد ، القبيلة العدنانية المضرية .
ولد في بلدة عنيزة عام 1299 هـ ، وهو سن البلوغ شرع القراءة على علماء بلده ، وأشهر من أخذ عنه وتأثر به قاضي عنيزة الشيخ عبد الله بن محمد المانع .
فلما جاءت حركة البادية الدينية ، وهم المعروفون ( بالإخوان ) صار معهم ، فكان أحد مرشديهم وموجهيهم ، وصار مقره في ( هجرة الأثلة ) ولما هدأت الفتنة ، انتقل إلى مكة المكرمة وواعظ مسجد الأمير متعب بن عبد العزيز آل سعود الموجود في حي جرول ، وبقي فيه حتى وفاته .
له نظم في العقيدة نحو مئتي بيت ، وهو حافظ للقرآن الكريم وله مشاركة في العلوم الدينية ، وقد توفي بمكة المكرمة عام 1398 هـ رحمه الله تعالى .
60 ـ الشيخ عبد الله بن صالح الربدي ( 1310 هـ ـ 1337هـ ):
الشيخ عبد الله صالح الربدي ، وأسرته آل الربدي من بني خالد ، وهم من بطن آل جناح المقيمين في عنيزة ، ولما هربوا من عنيزة خوفاً من الإمام سعود بن عبد العزيز آل سعود لمحالفتهم عدوه ثويني شيخ المنتفق ، كان هروب الربدي الى بريدة ، فاستوطنوها ، وهذه الحادثه وقعت في مطلع القرن الثالث عشر .
قال الأستاذ صالح العمري :
ولد المترجم في بريدة في حدود عام 1310 هـ تقريباً ، وتعلم القراءة والكتابة ، ثم بدأ يطلب العلم على شيخه الشيخ عمر بن محمد بن سليم ، ولازمه ملازمة تامة .
ولما عين الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم على قضاء بريدة وانتقل إليها من البكيرية قرأ عليه ، وأكثر قراءته على الشيخ عمر ، وكان يصحبه في أسفاره إلى الباديه عندما كان الشيخ عمر يذهب إلى هجرهم للوعظ والإرشاد والتعليم .
وقد أدرك رحمه الله في جميع العلوم ، حتى صار من العلماء وهو من طبقة الشيخ محمد العجاجي ، والشيخ عبد الرحمن بن عبيد والشيخ عبد الله بن جربوع ونظرائهم ، فهو من الطبقة الأولى من تلامذة الشيخين عبد الله وعمر بن محمد بن سليم .
وقد توفي رحمه الله عام 1337 هـ وهو مسافر مع شيخه الشيخ عمر إلى الأرطاوية حيث توفي في تلك الرحلة ثلاثة من أكبر تلامذة الشيخ عمر هم : الشيخ عبد الرحمن بن عبيد ، والشيخ عبد الله بن جربوع ، والمترجم .
وقد حزن الناس والعلماء وطلبة العلم خاصة للفاجعة الأليمة بفقدهم جميعاً ، وقد توفوا في الوباء عند العامة سنة الرحمة رحمهم الله وعفى عنهم .
61-الاستاذ عبدالله بن محمد المهنا اديب فاضل له كتاب " دراسة المضمون الروائي في اولاد حارتنا " وهو كتاب تطرق فيه الى حياة نجيب محفوظ ونقد فيها الرواية من وجهة نظر اسلامية، الكتاب جيد لمن اراد معرفة المزيد عن هذه الرواية وتعارضها مع قيمنا الاسلامية.
62- الشيخ عبد الله بن سعدان الجضعي عمل قاضياً في هجرة الحنابج ثم في سنام وأخيراً في مدينة الدوادمي ثم تقاعد .
63 ـ الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن حميد ( 1329 هـ ـ 1402 هـ ):
الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حميد ، من آل حسين بن عثمان ، وآل حسين بن عثمان هم أسرة من عشيرة آل حميد أحد أفخاذ قبيلة بني خالد .
وأول أمير استولى على الأحساء من آل حميد هو براك بن غرير بن مسعود بن ربيعة آل حميد وأخرهم زيد بن عرير .
والمترجم من عشيرة تضمها هذه الأسرة من آل حسين وتضم غيرها من أسر آل حميد ، كآل هزاع وغيرهم من الأسر الحميدية الخالدية ، والإمارة هي في آل غرير من آل حميد .
وإذا علمنا أن الأمير براك بن غرير بن عثمان هو أول أمير في ( آل حميد ) وقد بدأت ولايته على الأحساء في عام 1081 هـ يوجه عتابه إلى ابن عمه حسين بن عثمان آل حميد الذي هو في نسب الشيخ المترجم الأب ( الرابع ) وعادة علماء النسب يجعلون لكل مائة عام ( ثلاثة آباء ) ، وهي طريقة في النسب لاتكاد تنخرم ، إذا علمنا ذلك علمنا أنه قد سقط ما بين ( عبد الرحمن ) وهو الأب ( الثالث ) للمترجم خمسة أو ستة أباء إلى ( حسين ) ، وهو الجد الرابع في هذا النسب .
والذي أرجحه أن نصف هؤلاء الآباء الخمسة أو الستة من سكان الأحساء ، وأما النصف الباقي فمن سكان نجد ذلك أن حكم آل حميد قد انتهى عام 1211 هـ ، والراجح أنهم لن يتركوا تلك البلاد الخصبة والحكم باقٍ لهم ، ويأتوا إلى نجد وجفافها إلا بعد حكمهم ، والزمن ينصف بين حكمهم وانتقالهم .
وأسرة الشيخ المترجم القريبة جاؤوا من الأحساء ، فنزلوا قرية معكال ، وكانت معكال قرية مستقلة ، ويقابلها بالأهمية قرية ( مقرن ) وكان بين القريتين عداء وقتال ، وكان شاعر إحدى القريتين يقول متمنياً الفتنة :
يا ما حلا والشمس باد شعقها
| ||
ضرب الهنادي بين مقرن ومعكال
| ||
وقد توحدت القريتان ـ الآن ـ باسم ( الرياض ) فأما مقرن فلم يبق لها ذكر ، ولايعرف أين موقعها ، وأما معكال ، فلا يزال أسمها باقياً على حي من أحياء الرياض .
كانت أسرة المترجم في بلدة معكال ، ثم دخلت البلدة في مسمى الرياض ، فولد الشيخ في هذا الحي من أحياء الرياض ، وقد شهر أسرته الأدنين ، وكان سبب علو ذكرها ، وقد ولد في ذي الحجة عام 1329 هـ سمعت ذلك من الملك خالد بن عبد العزيز والشيخ عبد العزيز بن باز وغيرهما .
وقد كف بصره في طفولته ، ولم يكن ذلك عائقاً له عن طلب العلم ، فحفظ القرآن الكريم وأخذ مبادئ العلوم الشرعية ، فحفظ متونها ومع اهتمامه بالعلم واجتهاده فيه كان من تقدير الله وجود صفوة من العلماء ، اختص كل واحد منهم في باب من أبواب العلم وفن من فنونه .
فكان من مشايخة :
1 ـ الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ ، قرأ عليه في كتاب التوحيد .
2 ـ الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ، قرأ عليه في التوحيد والتفسير والحديث والفقه والفرائض والنحو .
3 ـ الشيخ سعد بن عتيق ، قرأ عليه في التوحيد والحديث ومصطلحه .
4 ـ الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في الفقه .
5 ـ الشيخ حمد بن فارس بالنحو .
ولكنه لازم الشيخ محمد بن إبراهيم ملازمة تامة حتى صار له منه الفائدة الكبرى ، وتخرج على يده.
هذا مع ما وهبه الله تعالى من الذكاء المفرط ، والفهم الجيد والعقل الراجح وبعد النظر والقوة في أعماله فصار له ذكر حسن وصيت بعيد واسم كبير ، وهو ما زال في شبابه .
وكان كل يعرف ذلك عنه ، فقد قال في حقه الملك عبد العزيز آل سعود : لو كنت جاعلاً القضاء والإمارة جميعاً في يد رجل واحد لكان ذلك هو الشيخ عبد الله بن حميد .
أعماله :
1 ـ عينه الملك عبد العزيز قاضيا في العاصمة الرياض ، وذلك عام 1357 هـ هذا وليس له من العمر إلا ثمان وعشرون سنة وقضاء الرياض هو أهم قضاء في نجد .
2 ـ وفي عام 1360هـ نقل إلى قضاء مقاطعة سدير ، ومقامه في عاصمة المقاطعة المجمعة .
3 ـ وفي عام 1363 هـ نقل الى قضاء مقاطعة القصيم ، ومقره مدينة بريدة ، وهو جزء هام جداً في المملكة ، لما فيه من العلماء ووفرة السكان وكثرة الأعمال ، وصار في هذا المقاطعة هو المرجع في القضاء والإفتاء والتدريس والإمامة والخطابة ، وصار له القبول التام بين أهل المقاطعة .
وفي عام 1377 هـ طلب الإعفاء من القضاء للتدريس والإفتاء ، فأعفي .
4 ـ وفي عام 1384 هـ تأسست الرئاسة العامة للإشراف الديني على المسجد الحرام ، فاختاره الملك فيصل ليكون رئيساً لها والملك فيصل هو من هو في معرفة الرجال وانتقائهم ، فانتقل إلى مكة واستقر فيها وقام بالعمل ، فهو أول رئيس لهذا العمل الهام .
5 ـ وفي عام 1395 هـ عينه الملك خالد بن عبد العزيز رئيساً لمجلس القضاء ، فصار رئيس مجلس القضاء ومرجعهم في هذا المقام الكبير .
6 ـ ولما تأسس مجلس هيئة كبار العلماء اختير ليكون من كبار أعضائه وبقي فيه حتى وفاته .
7 ـ كما اختير رئيساً لمجلس المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي ، وهو مجلس يضم كبار العلماء من الأقطار الإسلامية لمناقشة القضايا المعاصرة المستجدة في أحكام الإسلام .
8 ـ كما اختير عضواً للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي الذي يعني بأمور المسلمين ومشاكلهم ، ولا سيما أمور الأقليات الإسلامية والجمعيات الإسلامية في أقطار المعمورة .
والمترجم أينما حل في بلد ، فهو المرجع للمكان الذي يحل فيه في الدرس والإفتاء والإستشارات ، والتوسط في أمور الخير وغير ذلك ، فهو مهتم بأمور المسلمين ، وناصب نفسه وعلمه وجاهه لخدمة الإسلام والمسلمين .
وهو صاحب الإشارة والكلمة النافذة ، وكان ولاة الأمور يجلونه ويعرفون قدره ويحترمونه غاية الأحترام ، لسعة علمه وبعد نظره ونصحه لعامة الناس وولاتهم ، وما يقوم به من خدمة الإسلام والمسلمين .
والشيخ عبد الله بن حميد من كبار علماء الإسلام وعقلائهم ووجهائهم .
وقال بعضهم : الشيخ ابن حميد قد رزقه الله عقلاً راجحاً وسياسة ليس لها نظير ، وحكمة جعلته محل احترام ، ومحل ثقة لدى الكبير والصغير ، يمتاز بالأناة والروية ، كثير الصمت إلا فيما ينفع، حاد الذكاء لايمكن أن يخدع ، يحتاط في كل ما يقوله أو يفعله ، لاينخدع بالمظاهر مهما كانت ، ولا تغره الدعاوى .
رزقه الله بصيرة نافذة يعرف الدعاة الحقيقيين الناصحين المخلصين ، بحيث يميزهم من أهل التمويه والخداع ، لايمكن أن يستغفل ، فهو كيس فطن يزوره الكثير من أهل العلم ، وممن ينتسبون إلى جمعيات وأحزاب من الشرق والغرب ، فيتعرف المصيب من غيره .
وكان يرى اتحاد المسلمين هو العلاج الوحيد لنصرة المسلمين وأن الإسلام ليس فيه تحزب ولا تفرق ، وهو بهذه النظرة البعيدة نال إعجاب المسلمين عامة ، وثقة شعب المملكة خاصة .
وكان يحرص على توجيه الشباب ونصحهم بالتعقل والرزانة فالشباب في الغالب تكون عندهم عجلة ، وعدم تفكير في العواقب ، مع حبهم للخير ، وحرصهم على الدعوة إلى الله ، فكان رحمه الله يشجعهم ، ولكنه ينصحهم بالتثبت والهدوء ، وعدم العجلة ، ويحذرهم من التهور ، ويحثهم على الاستقامة ، والتأدب بآداب العلماء ، وينصحهم بسلوك العلماء ، وعلى ألا يأخذون العلم إلا عن أهله المعروفين ، وألا يأخذه عن الجهال والأدعياء .
وكان رحمه الله يكره الفتن ، ويكره إثارتها ، ويجعل قاعدة : (( درء المفاسد مقدم على جلب المصالح )) نصب عينيه .
ورزق الشيخ رحمه الله قوة الشخصية والهيبة والوقار .
* أما علمه فهو فقيه لا يشق له غبار ، فهو عالم من علماء الحنابلة الكبار .
ولي مع المترجم ـ رحمه الله ـ صلة وثيقة ومودة أكيدة وعلاقة علمية هي أقوى وأوثق من علاقة النسب .
وقد اشتركت معه في أعمال علمية منها :
أولاً : أننا اشتركنا في إلقاء دروس في المسجد الحرام فيما بين المغرب والعشاء ، فله ليلة ولي ليلة أخرى .
ثانياً : كانت رابطة العالم الإسلامي في موسم الحج تعقد ندوات علمية ، يختار لكل ندوة عالمين أو ثلاثة يناقشون موضوعاً علمياً من المواضيع ، فاشتركت أنا وإياه في إحدى الندوات .
ثالثاً : اشتركت أنا وسماحته بمناقشة رسالة لحصول صاحبها على شهادة ( الماجستير ) في جامعة أم القرى بمكة المكرمة .
وكان رحمه الله تعالى يجلني كثيراً ويحترمني ، وله في ظن حسن رحمه الله تعالى.
مؤلفاته :
مؤلفاته رسائل ليست على قدر علمه ومقامه ، فهو من العلماء الذين يرون الأكتفاء بما سطره العلماء السابقون في أسفارهم ولكنه كتب رسائل يرى أن الحاجة داعية إلى تحريرها منها :
1 ـ الدعوة إلى الجهاد في الكتاب والسنة .
2 ـ كمال الشريعة وشمولها لكل ما يحتاجه البشر .
2 ـ دفاع عن الإسلام .
4 ـ حكم اللحوم المستوردة وذبائح أهل الكتاب .
5 ـ هداية الناسك إلى أحكام المناسك .
6 ـ الإبداع في شرح خطبة حجة الوداع .
7 ـ تباين الأدلة في إثبات الأهلة .
ومن ردوده :
8 ـ إيضاح ما توهمه صاحب اليسر في يسره من تجويز ذبح دم التمتع قبل وقت نحره .
9 ـ غاية المقصود في التنبيه على أوهام ابن محمود .
10 ـ نقد نظام العمل والعمال .
11 ـ رسالة في حكم التلفزيون .
مجموعة مقالات في كتيبات منها :
12 ـ الرسائل الحسان .
13 ـ توجهات إسلامية .
14 ـ رسائل موجهة إلى المعلمين .
15 ـ رسائل موجهة إلى العلماء .
وما زال في أعماله من رئاسة مجلس القضاء ، ورئاسة المجتمع الفقهي ، وعضوية المجلس التأسيسي الرابطة ، وعضوية هيئة مجلس كبار العلماء ، والتدريس والإفتاء .
واستمر في برامجه الإذاعية في إذاعة المملكة العربية السعودية وفي بذل جاهه وعلمه في قضاء حوائج المسلمين ، حتى أصيب بمرض عضال سافر من أجله إلى ـ أمريكا ـ وأجريت له عمليات ، ولكن المرض الخبيث يزداد معه ، فأدخل مستشفى القوات المسلحة في الطائف ، وبقي فيه حتى وافاه أجله فيه ، وذلك في يوم الأربعاء ( 20 /12 / 1402هـ) .
وصلي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة العصر ، ودفن في مقبرة العدل بمكة المكرمة ، وحضر الصلاة وتشييعه أمم عظيمة ، يتقدمهم العلماء والأمراء والأعيان ، وصار مشهداً عظيماً ، شعر المواطنون بفراغ كبير بعده ، فانعكس ذلك على حزن عميق ، ومصاب كبير . فرحمه الله تعالى .
عقبه :
ترك عدداً من الأبناء والبنات ، وأشهر أبنائه :
1 ـ الدكتور ( صالح ) إمام المسجد الحرام ، وخطيبه وعضو مجلس الشورى ورئيس شئون الحرمين.
2 ـ الدكتور ( أحمد ) عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى ، ورئيس قسم الدراسات العليا فيها .
3 ـ الشيخ ( إبراهيم ) أحد مدرسي دار الحديث بمكة المكرمة .
وقد رثى المترجم بمراث كثيرة ، وكتبت عنه الصحف المقالات الطوال ونختار من ذلك قصيدة للشيخ محمد بن عبد الله السبيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ، وهذه هي :
على مثل هذا الخطب تهمي
| |||
النواظر وتذري دماء مقلةٍ ومحاجر
| |||
ألا أيها الناعي لنا علم الهدى
| |||
أصدقاً تقول أم مصاباً تحاذر
| |||
لئن كان هذا النعي حقاً فإنما
| |||
نعيت الذي يبكيه بادٍ وحاضر
| |||
نعيت الذي يبكيه كهل ويافع
| |||
ويبكيه شبان ويبكي الأكابر
| |||
نعيت الذي يبكيه محراب مسجد
| |||
ويبكيه تذكير وتبكي المنابر
| |||
وتبكيه دور للعلوم ينيرها
| |||
بفهم دقيق تجتنيه المثابر
| |||
وتبكيه حل المشكلات إذا عصت
| |||
وأعيا رجالاً وردها والمصادر
| |||
ويبكيه فصل الحق بالعلم مدعماً
| |||
يدافع عن ملهوفهم ويناصر
| |||
هو الشيخ عبد الله نجل محمد
| |||
به أمة الإسلام حقاً تفاخر
| |||
هو الجبل الراسي على كل حالة
| |||
إذا زعزعت أحلام قوم أعاصر
| |||
منار على درب التقى فوق لاحب
| |||
به يهتدي الساري وتنأى المخاطر
| |||
قوي بفصل الحق قاض موفق
| |||
به يرتضي خصم وتهدأ ضمائر
| |||
هو الحبر كم طابت نفوس ومتعت
| |||
قلوب وأبصار به أو بصائر
| |||
له مجلس يرتاده كل عالم
| |||
فكم غمر الجلاس منه جواهر
| |||
ترى الناس هذا وارد متعطش
| |||
وذا ناهل من بحر علم وصادر
| |||
تفرد في علم وفقة وفطنة
| |||
تقاصر عنها باحث ومذاكر
| |||
فكم كشف أبحاثه من غوامض
| |||
ومن حكم تجني وهن نوادر
| |||
نوادر علم من فنون تنوعت
| |||
ينمى بها عقل وتزكو سرائر
| |||
قد استخرجت من كنز عقل مؤيد
| |||
ونقل صحيح أسندته عباقر
| |||
ترى الحازم المشغوف في نيل حكمه
| |||
ينافس في تسطيرها ويبادر
| |||
وما االعلم إلا ما رواه شرقاً ومغرباً
| |||
وقد أكبرته جلة وأكــابر
| |||
وعم الأسى عرباً وعجماً لموته
| |||
فيا حسرتا إذ ألحدوه وغادروا
| |||
يجاهد في ذات الإله بحكمة
| |||
وبالقسط قوام وللحق ناصر
| |||
وفي الله لم تأخذه لومة لائم
| |||
يناصح سراً تارة ويجاهر
| |||
فكم ردعت أقواله من معاند
| |||
وأذعن من بعد العناد يساير
| |||
له في قلوب العالمين محبة
| |||
محبة صدق قربة ومفاخر
| |||
محبة دين ويرجيها أولو التقى
| |||
ويحرم منها جاهل أو مكابر
| |||
سحابة علم روت الروض والربى
| |||
فأخصب منها مربع ومحاجر
| |||
فيا أسفا قد صوح النبت بعده
| |||
فأضحى هشيماً وهو بالأمس ناصر
| |||
وإن انتزاع العلم في موت أهله
| |||
كما جاء نص في الصحيحين ظاهر
| |||
فيا لك من خطب جليل وحادث
| |||
به فقدت أنهـــار علم زواخــر
| |||
كما فقدت في حندس الليل أنجم
| |||
وقد سقطت في الأفق وهي زواهر
| |||
فيا خيبة الساري إذا غاب نجمه
| |||
ويالوعة الصادي إذا جف ماطر
| |||
فكم آسف يبكي بقلب مبرح
| |||
وكم واجم أضناه حزن مخاطر
| |||
لقد مزق الأحشاء هم بموته
| |||
تكاد له صم الجبال تنــاثر
| |||
فلله كم حاولت صبري فخانني
| |||
أقلل حزني مــرة فيكاثـر
| |||
سيبقي له في قلب كل موحد
| |||
سريرة حب يوم تبلى السرائر
| |||
سقى الله قبراً ضمه وأبل الرضا
| |||
يمن به رب رحيم وغافــر
| |||
وبوأه دار السلام مع الألى
| |||
همو نصروا حزب الاله وهاجروا
| |||
فآل حميد إنما الصبر عزمة
| |||
فصبرا ينال الاجر من هو صابر
| |||
ولستم ذويه وحدكم في مصابه
| |||
شعوب به قد أفزعت وعشائر
| |||
وذي حلة الدنيا شرور وغبطة
| |||
وأيام بأس فرقة وفواقــر
| |||
وقد خلق الإنسان في كبد فمن
| |||
يوم صفاء العيش لا شك قاصر
| |||
وإن قضاء الله حكم منفذ
| |||
علينا الرضا والأمر لله صائر
| |||
وليس ير الموت حصن ممنع
| |||
ولا شاهق أو قوة وعساكر
| |||
فما خالدا زيد وعمرو وخالد
| |||
سيوف المنايا مصلتات بواتر
| |||
كفى زاجراً للمرء أيامه التي
| |||
يمر عليها بالمواعظ زاجر
| |||
مضى ابن حميد بالمفاخر والتقى
| |||
فلله عمر بالفضائل زاخر
| |||
جليل أتت في النظم أعوام عمره
| |||
وفي عام غيث غيبته المقابر
| |||
وصلى إلهي ما بكى السحب أو هوت
| |||
نجوم الدجى أو ناح في الدوح طائر
| |||
على المصطفى بدر الدجى سيد الورى
| |||
وآل وصحب ما بكى العلم شاعر
| |||
64 ـ الشيخ عبد الوهاب بن محمد بن حميدان بن تركي ( 0000 ـ في منتصف القرن الثالث عشر الهجري تقريباً ) :
الشيخ عبد الوهاب بن محمد بن حميدان بن تركي بن حميدان بن تركي بن علي بن مانع بن نغامش الخالدي نسباً ، العنزي مولداً ومنشأ .
قدم جد آل تركي ( نغامش ) من قرية الهلالية من القصيم إلى بلدة عنيزة ، واستقر فيها فكثرت ذريته حتى أصبحوا عشيرة كثيرة ، وقد صار فيها علماء منهم : المترجم ووالده وجده .
ولد المترجم في بيت علم وصلاح ، فجده لأبيه العلامة الشيخ حميدان بن تركي ، وجده لأمه العلامة الشيخ عبد الله بن أحمد بن إسماعيل ، وهكذا نشأ على الأستقامة والصلاح وحب العلم ، فأخذ عن علماء بلده وأظنه لم يدرك القراءة على جديه ، فالشيخ ابن اسماعيل توفي عام 1196هـ وجده الشيخ حميدان توفي عام 12003هـ . أما والد المترجم فوفاته عام 1222هـ .
ثم سافر المترجم إلى العراق ، وأخذ عن علماء بغداد وعلماء الزبير وقد رأيت له تحريرات كتبها في الزبير .
وقد ترجم له ابن حميد ضمن ترجمة جده حميدان فقال : ( العجيب الشأن الباهر في هذا الزمان الشيخ عبد الوهاب ، فإن فيه من الذكاء والفطنة والفهم والسداد والبحث والحرص ما يتعجب منه حتى فاق وانفرد في عصره في شبيبته ، وصار مدرس عنيزة ومفتيها والمرجع اليه في الفقه، وضم الى إلى كتب جده غيرها ، ونفع الله به نفعاً عظيماً لما أعطاه الله من حسن التقرير والفهم ، ولما هو عليه من العبادة والصلاح .
وجده لأمه عالم عصره الشيخ عبد الله بن أحمد بن إسماعيل من أقران جده لأبيه وشريكه في القراءة فجاء محبوك الطرفين كريم الجدين .
وسافر إلى بغداد فتوفي فيها عام 1237 هـ . اهـ كلام ابن حميد .
مشايخه : ليس لدي ثبت عن مشايخة ، إلا أنه في وقت نشأته في عنيزة يوجد فيها تلاميذ جده الشيخ حميدان ، أما الزبير فاطلعت على إجازته من شيخه العلامة محمد بن سلوم مؤرخة في عام 1234هـ ، قال : فإن الولد الصالح الشيخ عبد الوهاب حفيد الشيخ حميدان قد قرأ علي جملة من الفقه والحساب ، وقرأ علي شرحي على البرهانية قراءة بحث وإتقان ومراجعة وإمعان وغير ذلك مما يسره الله تعالى وقد طلب مني أن أجيزه بما تجوز لي وعني روايته ، فقد أجزت المذكور بجميع ما تجوز لي روايته ، وعني روايته من حديث وتفسير وفقه وفرائض وحساب وفلك ونحو ومعان وبيان وغير ذلك ) . اهـ
إلى آخر ما جاء في الإجازة من ذكر أسانيد في العلوم الحديث والتوحيد والفقه والحساب والفلك وعلوم العربية بأنواعها .
آثاره وأعماله :
1 ـ شرح شواهد القطر : ويقع في نحو ثمانين صحيفة من القطع المتوسط وقد فرغ من تأليفه عام 1233هـ في بلد الزبير ، وهو نفيساً يدل على اطلاع واسع .
2 ـ تاريخ لبعض حوادث نجد : مخطوط يقع في نحو عشرين صفحة من القطع المتوسط ، وقد سقط من أوله وآخره أوراق ، وقد اطلعت عليه وفيه نبذ تاريخية لا توجد في غيره .
3 ـ تقدم في كلام ابن حميدان المترجم أنه صار في عنيزة هو المفتي والمدرس والوعظ في الأمور الدينية كلها .
وفاته :
لم أعثر على تاريخ وفاته إلا قول صاحب ( السحب الوابلة ) ابن حميد : إن ذلك في بغداد عام 1237 هـ ، وهو وهم منه ، فإنه ذكر في تاريخه خروج أهل عنيزة مع أميرهم يحيى آل سليم إلى الروسان من عتيبة في السر وقتالهم معهم ، وذلك عام 1252هـ مما يدل على تأخر وفاته عما قال صاحب ( السحب الوابلة ) .
وقد تقدم أن لجده عقباً في قرى بريدة التي تسمى ( الخبوب ) فلا أدري هل هم من ذريته أم من ذرية غيره من أبناء جده ؟ والله أعلم .
65ـ الشيخ عجلان بن منيع بن سويلم الحيدري ( من علماء القرن الثاني عشر الهجري ) :
الشيخ عجلان بن منيع بن سويلم الحيدري وهو من آل حيدر أهل سدير وثادق وحريملاء وهو من آل مقدام من بني خالد.
والمترجم كثير التهميشات والتعليقات على الكتب ، مما يدل على اطلاعه وسعة باعه ، إلا أنه مغمور ، كما غمر غيره من علماء وأعيان بلدان نجد ، وإلا فله تعليقات على كتاب منتهى الإرادات .
وهو ممن تصدى للإفتاء والتدريس ، وعندي تاريخ الشيخ محمد بن عباد الدوسري العوسجي مكتوب فيه : أن المؤلف ـ يعني ابن عباد ـ من تلاميذ السيخ منيع بن عجلان وهو ابن المترجم ، كما أن من تلاميذه الشيخ فوزان بن نصر الله .
والورقة التي ذكر فيها نسبه مؤرخة في عام 1136هـ ألف ومائة وستة وثلاثين هجري .
قال الشيخ إبراهيم بن عيسى : ( رأيت شرح الإقناع عليه هوامش بأقلام علماء الزبير ، وهوامش بقلم الشيخ عجلان بن منيع ) . اهـ .
واطلعت ـ أنا محرر هذه التراجم عبد الله البسام ـ على ورقة فيها عنوان رسالة باسم ( النزهة مما لايسع الطالب جهله ) في مسائل الجبر من العلوم الرياضية ، قال مؤلفها : تمت هذه النزهة المباركة على بركاتها لنفسه أبي المنيع ( عجلان بن منيع ) والسلام ، وذلك يوم الخميس سادس عشر ذي العقدة عام 1117هـ من هجرة سيدنا عليه الصلاة والسلام ، فهو من علماء أول القرن الثاني عشر رحمه الله تعالى .
66 ـ الشيخ عبد المعطي بن محمد الخويطر ( 1330هـ تقريباً ـ 0000 ) :
الشيخ عبد المعطي بن محمد الخويطر وآل خويطر من آل حميد من بني خالد .
وأصل موطنهم مدينة عنيزة في القصيم ، وكثير من سكان عنيزة انتقل إلى العراق وبلدان الخليج ، وذلك أما لطلب الرزق وأما لأجل فتن وحروب تقع بينهم .
ولد المترجم في البصرة حوالي عام 1330هـ وله عم اسمه محمد الخويطر ، وله محل تجارى في بغداد .
نشأ المترجم في البصرة ، ودخل المدرسة الرحمانية الدينية وهي مدرسة المبالغون في مدحها يقرنونها بالأزهر بقوة مناهجها ، وكثرة خريجيها ، وجودة تحصيل طلابها .
وكان من مشايخة الشيخ الجليل عبد الوهاب الفضلي شيخ البصرة وبغداد والشيخ عبد الجليل الهيتي أستاذ التفسير والحديث وأصولهما ، فدرس على هذين العالمين في هذه المؤسسة الناجحة في التوحيد والتفسير والحديث وأصولهما .
ولما تخرج من المدرسة المذكورة اختاره السيد هاشم النقيب ليكون إماماً وخطيباً في مسجد النقيب بالزبير .
ولما أسست وزارة الأوقاف المعهد الإسلامي في البصرة اختير المترجم ليكون مدرساً فيه ، وهذا المعهد يعادله في شهاداته كلية الشريعة .
وكان له اطلاع في العلوم الشرعية ، لكنه ممتاز في علم المواريث وحسابها ومناسخاتها ، وإليه يرجع القضاء في تقسيمها وفي شباكها .
وكان يدرس دروساً عامة في مسجده وفي منزله بالحديث والفقه والفرائض والنحو وغيرها من العلوم
وكان يتعاطي التجارة في دكانه الضحى فقط ، والبضائع التي يبيعها هي الأقمشة ، مع تحري العقود الصحيحة، وقد توفي في الزبير ، ولم أقف على تاريخ وفاته رحمه الله تعالى .
67- عيسى بن مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد الخالدي المخزومي القرشي
أمه البيضاء بنت أجل الأمراء الطائيين شيوخ ربيعة : فضل الطائي .
نزل والده ( مهنا ) على جده لأمه . فضل الطائي . قافلاً من نجد مع طائفة من بني مخزوم ، فأكرم مثواه ، وأعزه ، ولم يكن لفضل أمير ربيعة سوى بنت اسمها البيضاء ويلقبونها ( الفاطر ) وكان قد أسن ، ولم يكن إذ ذاك بآل الفضل بن ربيعة من يقوم مقامه ، ويشاكله شأنه وعظيم بيته ، فتوسم النجدة ، والغيرة ، وعلو الجانب بمهنا بن الفضل الخالدي فزوجه ابنته البيضاء ، فأعقبت منه ، المترجم له . عيسى وأخاه سليمان صاحب الترجمة السابقة بحرف السين من هذا المبحث . وقد انتهت إليهما إمارة آل فضل .
وأخوهما من الأب : مصلت بن مهنا الخالدي الذي أمه من بني عم أبيه .
68ـ محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد .
انتقلت إليه مقاليد الأمور في نجد بعد أن كانت في أسرة من قبيلة بني مخزوم ينتهي نسبها إلى أبناء عمومة خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ حتى نهاية القرن الثاني .
ومحمد هذا ينحدر من سلالته حسان بن سعيد ، صاحب الترجمة السابقة في حرف الحاء ، وغيره ممن ترجم لهم بهذا المبحث .
ومن أحفاده أيضاً الأمير : عبد الرحمن المخزومي ( صاحب نجد ) ووالده خالد الملقب بالسحاب ابن أبي المعالي سليمان بن محمد المعروف بأبن الرئيس بن الحاج جعفر أبي علي الرئيس المنيعي بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد .
ومن أبناء عمومته : مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد الذي قفل من ( نجد ) مع طائفة من بني مخزوم ، ونزل ضيفاً على أمير ( طيء ) فضل الطائي ، وزوجه ابنته البيضاء الملقبة بالفاطر .
69 ـ محمد بن سعيد بن زيد الخالدي المخزومي القرشي :
كان أميراً على بيشة ، وعندما احتلها ( حميضة ) و ( رميثة ) ابنا أبي نمي بعد هروبهما من مكة إليها عند عودة أبي الغوث إلى مكة قتلا أمير بيشة المذكور في بلدة المراغة فوق الثنية التي كانت قد أعاد بناءها بنو خالد قبل استقرارهم في وادي ( ترج ) في حوران ، والمسمى .
70 ـ محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي .
هو الذي يكنى به والده : عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي .
وينتهي إليه نسب الزمول من بني خالد الذين منهم شيوخ بني خالد في الشام ومنهم الصبيحات ( آل صبيح ) .
71 ـ محمد بن عبد الملك الخالدي :
عربي من ذرية الصحابي خالد بن الوليد المخزومي ، مجود وفقيه ، وأحد القراء المشهورين في عصره ، قرأ الكتب الدراسية على والده ، وأخذ عنه القراءة والتجديد واجتهد فيها ، ثم تلقى الذكر عنه واستفاض ، ثم صرف عمره في الدرس والإفادة . وكان يتصف بالعفاف والقناعة باليسير ، ولم يمد يده لأحد من الملوك والأمراء ، مات في رابع عشر من رجب سنة أربع وثمانين وتسعمائة ببلدة ( اكرة ) في الهند .
72 ـ مسافر بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن حسان بن محمد ابن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد ابن الوليد بن المغيرة المخزومي الخالدي ، المعافري ، الشافعي ، جمال الدين ، أبو الفضائل ، ولد سنة 673هـ وقيل سنة 674هـ .
سمع من الرشيد بن أبي القاسم ( صحيح البخاري ) وغيره ، ومن العنيف الدواليبي ( المسند ) وغيره ، ومن الخطيب عز الدين الفاروثي والعنيف ابن مزروع وابن حصين . بفتح الحاء ، سمع عليه ( صحيح البخاري ) و ( الموطأ ) ومن غيرهم . سمع منه ابن رجب وذكره في ( مشيخته ) وقال فيه : ( الشيخ الجليل المحترم الكبير القدر المحدث ) .
وذكر له الإمام تاج الدين عبد الباقي الواني . الذي مات قبله . ترجمة في جملة تراجم نقلها( البرزالي ) من خطة فقال فيه : ( روح العراق ، وعنده سياسة وصدارة ، وله فضائل في فنون منها الخط المنسوب) .
توفي في بغداد في شوال سنة 744 هـ .
73 ـ مصلت بن مهنا بن فضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد الخالدي المخزومي القرشي .
الابن الأكبر لمهنا بن فضل الخالدي . والدته من بني عم أبيه من بني مخزوم وله أخوان هما : سليمان وعيسى ، وأمهما : البيضاء بنت فضل بن ربيعة الطائي ، أجل الأمراء الطائيين .
والى مصلت بن مهنا بن فضل الخالدي ينتهي نسب عدد كبير من بني خالد .
74ـ المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي ، أمه بنت أنس بن مدرك الخثعمي .
هاشمي المشرب ، وكان قائداً في جيش أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه . ضد قادة معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنه . يوم صفين . وكان قد شهد مع علي . رضي الله عنه . موقعة الجمل . وقد استشهد في معركة صفين .
75 ـ المهاجر بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد . رضي الله عنه .
ذكره ابن حزم في ( جمهرة أنساب العرب ) عند ذكره لبعض ذرية خالد بن الوليد . رضي الله عنه . وذكر أنه روى الزهري عن ابنه / خالد ، والصحيح أن الذي روى عنه الزهري هو ابن عمه / خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد صاحب الترجمة السابقة بحرف الخاء من هذا المبحث .
76 ـ مهنا بن الفضل بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد الخالدي المخزومي القرشي .
نزل على فضل بن ربيعة الطائي قافلاً من نجد مع طائفة من بني مخزوم ، فأكرم مثواه وأعزه ، وتوسم فيه النجدة ، وعلو الجانب ، فزوجه ابنته البيضاء التي تلقب بالفاطر ، فأعقب منها ولدان هما : سليمان ، وعيسى وكان له زوجة أخرى من بني عمه أعقب منها ابنه : مصلت .
77 ـ الوليد بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي ، هو أحد أولاد خالد بن الوليد كثروا حتى بلغوا نحو أربعين رجلاً .
78-الشيخ ناصر بن حمد بن مهنا بن لاحق من ال ذيب من ال مقدام كان شيخا ورعا فاضلا كريما قام بتحقيق ديوان ابن المقرب وكان احد تلامذة الشيخ محمد بن عتيق صاحب المجمعة توفي 1192 هـ.
79ـ ياسين الخالدي :
كان من رؤساء بلدية القدس الذين بلغ عددهم من عام 1863م حتى عام 1913م ستة عشر رئيساً . وكان من مستقبلي الإمبراطور ( غليوم ) عام 1898م عند رحلته التي زار فيه القدس ، حيث استقبل ياسين الخالدي الإمبراطور وهو في طريقه إلى المضارب بخطاب هنأه فيه بسلامة الوصول بالنيابة عن أهل البلد ، فشكره جلالته على الحفاوة التي قوبل بها، وياسين الخالدي هذا من عائلة آل الخالدي بالقدس التي ينتهي نسبها إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه .
نقله علي المحيميد الخالدي
0 التعليقات:
إرسال تعليق